العدد 3946
الأحد 04 أغسطس 2019
banner
عن رسائل المواطنين.. “صدق لو لا؟”
الأحد 04 أغسطس 2019

سؤال للقراء الكرام:”يا ترى، كم مرة اضطررت لأن تكتب رسالة عن مشكلة تواجهها وترفعها إلى المسؤولين في بعض الجهات الحكومية، ثم تصبح رسالتك في طي النسيان؟”، وكم مرة وجدت نفسك أمام مراجعة تلو المراجعة وزيارة تلو الزيارة بلا فائدة؟ وكم مرة كنت تتوقع حلًا سريعًا لمشكلتك “التي ربما تكون بسيطة ولا تحتاج إلى هذه المدد من الانتظار”، ثم ضربت أسداس بأخماس وخرجت صفر اليدين؟ يضطر المواطن لأن يرفع رسالة إلى هذه الجهة أو تلك.. هذه الوزارة أن تلك الهيئة.. هذا المكتب أو تلك المؤسسة.. لأنهم هناك، قالوا له:”اكتب رسالة واشرح فيها مشكلتك وهاتها”.. حلو.. كلام طيب.. وباعث على القليل من الأمل، وها هي الرسالة جاهزة.

يمر أسبوع... أسبوعان.. شهر.. شهران.. سنة وأكثر.. لا حس ولا خبر! يتواصل مع الجهة التي أرسل لها الرسالة.. يدخل هذا المكتب ويخرج من هذا المكتب.. بلا فائدة.. وأحيانًا بالكثير من القهر أو لنقل بالكثير من خيبة الأمل وربما الحيرة.. يدخل “المواطن المرسل” على برنامج “تواصل”، ويتتبع مسار شكواه.. لعل القادم خير.

يأتي الجواب من بعض الجهات مليئًا بالتشاؤم في بعض الأحيان، لكن لا بأس.. لا نعلم ما الذي حل برسالتك الأولى.. “تدري شلون؟”، أكتب رسالة أخرى وأحضرها.. ما يصير خاطرك إلا طيب.. حلو الكلام.. وهاهي الرسالة الثانية وتتبعها الثالثة والرابعة.. بالإمكان، وبكل بساطة، إخبار هذا المواطن المواطنة، بأن الجواب بوضوح هو:”ما نقدر!”، أما أن تبقى الرسائل تلو الرسائل تتنقل عبر المجهول فهذا لا يليق إطلاقًا، ولا يليق أن يبقى هؤلاء المواطنين على أمل ورجاء على هيئة سراب كاذب.

صباح يوم الخميس الماضي.. الأول من أغسطس الجاري، تحدث أحد الشباب في برنامج “صباح الخير يا بحرين” عن معاناته مع إحدى الجامعات، والمشوار الذي قطعه في تتبع رسالته، إلى أن وصل إلى جزئية “تبط الجبد” وتثير الحسرة:”رسالتك أصلًا ما ندري عنها!”، والأكثر من ذلك، أن مقدمة البرنامج “بطت البرمة” وقالت:”هذه الجهة.. كثرت عليها شكاوى إهمال الرسائل وكثرت ملاحظات الناس عن رسائلهم التي تبقى في الأدراج لمدد طويلة.. تكررت الشكاوى”.. إذن، نحن أمام مثال واحد، وبالطبع، الأمثلة كثيرة.. يا جماعة الخير، إما أن تكونوا على قدر مسئولية التصريحات الصحفية والبهرجات الإعلامية في التواصل مع المواطنين وتلبية احتياجاتهم وخدمتهم، وإما أن تقولوا لهم بصريح العبارة:”أكتبوا رسائلكم من أجل أن نضعها في الأدراج ونغلق والسلام ختام”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .