+A
A-

البرامج الترفيهية لجيل الطيبين في العيد غير

لقد كانت البرامج الترفيهية لجيل الطيبين في العيد في فترة السبعينات والثمانينات تختلف كليا عن برامج وقتنا الحاضر، وكل من عاش تلك الأيام الجميلة سيتذكر كيف كان يقضي أيام العيد " الفطر أو الأضحى" مع أقرانه في الفريج ، فبعد صلاة العيد تبدأ المراسم المعهودة كزيارة الأهل والأحبة ومن ثم الغداء " غداء العيد" والذي دائما يكون في البيت العود . وبعد صلاة العصر تبدأ برامج الطيبين الترفيهية وفيما يلي أبرز الأماكن التي كانت تعتبر الوجهة الرئيسية في عيد أيام زمان.

"الحديقة المائية"

لقد كانت الحديقة المائية بالسلمانية من أهم وأكبر الحدائق في البحرين ، ودائما تزدحم بالمواطنين والمقيمين في وقت الأعياد، حيث كان بها " العاب" جديدة وغريبة آنذاك، مثل " قطار الأفعى" و" بيت الرعب " و " المركب" وغيرها . وما أن تصل الساعة  إلى الخامسة مساءا إلا والحديقة تمتلئ بالناس، وطوابير الراغبين في الألعاب تبلغ إلى الزوايا . وبعد قضاء الوقت في الحديقة ، يخرج أبناء جيل الطيبين لتناول وجبة العشاء الراقية وتكون في " ديري كوين" الملاصق للحديقة ، والأهم في الموضوع هو " الحطية من العيادي " لتكفي الوجبة للجميع.

"عذاري"

ولعذاري قصص وحكايات أيام الأعياد في ذلك الوقت ، وأذكر أن أهم لعبة كان الناس يتهافتون عليها هي لعبة " اللجنة" أي القارب . وبصورة عامة لا يختلف برنامج منتزه عذاري عن برنامج الحديقة المائية ، فنقطة التجمع تكون في " الفريج" بعد صلاة العصر ومن ثم الأنطلاقة إما بالنقل العام أو " النقل المشترك" وفي كثير من الأحيان " الوييك"..اي التوصلية.

" مجمع يتيم"

هذا المجمع الذي شيد في العام 1980 اكتسب صفة القداسة بالنسبة للشباب فكان يقدم ألوانا من سحر الموضة ويتهافت عليه الناس من كل مناطق البحرين وللتسوق فيه مذاقه الخاص.

لم نكن نعرف آنذاك غير هذا المجمع وكنا نصل إليه -أتحدث عن أبناء جيلي- بالنقل العام في رحلة إما شهرية أو سنوية، إذ كنا طلابا ونحتاج لفترة طويلة جدا للتخطيط الى اي رحلة إلى المنامة. عموما كان مجمع يتيم مقصدا لجيل الطيبين في العيد، وعلى ما اذكر أن معظم المحلات تكون مفتوحة ، خاصة " دكان الكهف" الذي يبيع مختلف أنواع " الجينز" ، وأشهر ماركة كانت " لي" وليس في مقدور اي أحد شراء هذه الماركة إلا إذا كان من أبناء المقتدرين.

" سينما أوال والنصر والاندلس والحمراء"

وللسينما ذكريات لا تنسى أيام الأعياد زمان . فكنا نجمع " العيادي" لحضور الافلام الهندية والأجنبية، ومن الأفلام التي حضرها جيل الطيبين . الفيلم الهندي" أمر أكبر أنتوني".. الفيلم الهندي " شولي"..الفيلم الامريكي " دكتور جيكل والوحش"..وفيلم " الساموري الاسود" وفيلم " لعبة الموت " لبروسلي".وفيلم " زومبي".وغيرها من الأفلام . كانت العروض على ثلاق فترات..من 2 – 5 مساء  ..من 5 – 8 مساء من 8 – 11 .

" بلاج الجزاير"

بما أن توقيت عيد الأضحى يختلف عن توقيت عيد الفطر، فكان البعض يحب قضاء عطلة العيد في " عرشان البلاج" بعيدا عن أجواء المدينة. فمع أقتراب وقت العيد يجتمع الشباب للحطية ، وعلى ما اذكر كان سعر " العريش" لليوم الواحد ثلاثة دنانير مع مبلغ تأمين .. وقبل يوم العيد مساء تبدأ " الكشتة" إلى البلاج ويحرص الجميع على أحضار " الماجلة من البيت" فهذا يعهد إليه وجبات الإفطار، وذاك وجبات الغداء، واخر العشاء، ويتشاركون أيضا في جلب " لماعين ولصحون" وليس بالضرورة أنهم يعرفون أصول الطبخ، وإنما التحضير على البركة ، وغالبا ما يكون الغداء " مالح أو لين" وإلخ. ثلاثة أيام يقضونها على برنامج واحد..السباحة في البحر ، والإستماع إلى المسجل ، والسمر ليلا . والجماعة المحظوظة التي يكون عندها عازف عود .

"حديقة السلمانية"

كانت وجهة معروفة تجذب المواطنين والمقيمين وقت الأعياد، وكانت تتميز بتنظيم الفعاليات الترفيهية ذات الطابع السياحي، مثل السيرك..ففي نهاية السبعينات أخذني والدي مع أخواني في عيد الاضحى إلى سيرك هندي . ووقتها شاهدت " السبالة" أي القرد لأول مرة في حياتي وكذلك " البهلوان".

" حديقة الاندلس"

ملاصقة لحديقة السلمانية وكانت تقدم برامج ترفيهية منوعة.

" كازينو المحرق"

ايضا كان يزدحم عصرا وقت العيد، وغالبا يكون مرتادوا من أهل المحرق.​