+A
A-

إدلب بين "فكي كماشة".. تفاصيل جديدة عن المنطقة الآمنة

لا تزال معضلة المنطقة الآمنة وتفاصيل إقامتها على الحدود التركية محل خلاف بين واشنطن وأنقرة التي زادت تأزما بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته بدء عملية عسكرية لإبعاد الأكراد عن حدود بلاده.

يأتي هذا تزامنا مع مباحثات يجريها مسؤولون أميركيون وأتراك في أنقرة للمرة الثالثة بهدف التوصل إلى تفاهم بشأن إنشاء هذه المنطقة التي اقترحتها واشنطن من أجل حل أزمة المقاتلين الكرد مع أنقرة.

في التفاصيل، تشمل نقاط الخلاف الأساسية بين الطرفين، مطالبة أنقرة بمنطقة بعمق 32 كيلومترا، فيما اقترحت واشنطن عملية عسكرية مشتركة لتأمين المنطقة بعمق 14 كيلومتراً على أن تنسحب القوات الكردية وتُدمر تحصيناتها العسكرية.

كما تريد تركيا أن تسيطر قواتها وحدها على هذه المنطقة، الأمر الذي يرفضه الكرد المدعومون من واشنطن بالمطلق.

بالمقابل، تقترح واشنطن إخضاع المنطقة لسيطرة قوات غربية من دول التحالف الدولي المكلف بمحاربة داعش، في حال فشلت المباحثات مع الولايات المتحدة، فإن أنقرة ستمضي وحيدة في إنشاء المنطقة الآمنة، وفق ما أعلن عدد من ساستها مرارا.

المعارضة تساند تركيا

بدورهم، قال قادة من مقاتلي المعارضة السورية إنهم مستعدون للانضمام للقوات التركية في هجوم لاستعادة السيطرة على بلدات وقرى يغلب على سكانها العرب وتخضع لسيطرة قوات يقودها الأكراد في شمال شرق سوريا.

كذلك أعلن متحدث باسم الجيش الوطني السوري، وهي جماعة معارضة مسلحة مدعومة من تركيا، أن قوة قوامها 14 ألفا مستعدة لبدء حملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة في شمال شرق سوريا.

جاءت هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا ستقوم بعملية عسكرية في منطقة خاضعة للأكراد شرقي نهر الفرات بشمال سوريا.

تركيا عن إدلب: مأساة جديدة

من جهة أخرى، حذر وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، من أن أي مأساة إنسانية تشهدها محافظة إدلب جراء هجمات النظام السوري وحلفائه، ستكون أشد وقعا من سابقاتها، وذلك بعد أن أعلن النظام السوري، الاثنين، خرق الهدنة واستئناف العمليات العسكرية في إدلب.

كما أشار أوغلو إلى أن تركيا تقود جهودا دولية لإنهاء الصراع في سوريا، وقدمت مساهمات ملموسة في سبيل ذلك.

وقال أوغلو: "نبذل جهودا لتحقيق الهدوء في الميدان من خلال مواصلة التعاون مع روسيا وإيران في إطار مساري أستانا وسوتشي، لم نأل جهدا لمنع هجمات النظام السوري وحلفائه ضد المدنيين في الآونة الأخيرة".

قلق أممي

من جهتها، أعربت الأمم المتحدة، عن قلقها من إعلان النظام السوري استئناف العمليات العسكرية في إدلب، شمال البلاد.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها ستيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بمقر المنظمة الدولية بنيويورك تعقيبا على إعلان النظام السوري، استئناف عملياته العسكرية في منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا، رغم موافقته المشروطة على وقف إطلاق النار بالمنطقة.

وقال دوغريك، نحن قلقون للغاية إزاء استئناف العمليات العسكرية، في وقت طلب فيه الأمين العام بوقفها والعمل على تلبية احتياجات الشعب السوري.

إدارة الأكراد الذاتية تناشد

دعا المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للوقوف بوجه التهديدات التركية ومنعها من تنفيذ العملية العسكرية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا.

كذلك أدان بيان الإدارة الذاتية التهديدات التركية، مؤكدا وقوف جميع مكونات الشعب السوري ضد هذه التهديدات، بحسب تعبيره.

كما أكد البيان أنهم مستعدون للدفاع عن النفس والحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق المستهدفة بشتى الطرق، محذرا من الكارثة الإنسانية التي قد تتسبب بها العمليات العسكرية التركية، حيث يقطن المنطقة أكثر من 5 ملايين شخص.