العدد 3951
الجمعة 09 أغسطس 2019
banner
كيف يفكر ترامب في المسألة الإيرانية؟ (1)
الجمعة 09 أغسطس 2019

لم يعد يخفى على أحد من الباحثين والمحللين أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يفضل تفادي سيناريو الحرب مع إيران خلال الفترة الراهنة وحتى موعد انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة، ومن ثم يصبح السؤال التالي هو: ماذا بعد تلك الانتخابات وكيف يفكر الرئيس ترامب في الخطوة المقبلة؟ وفي الرد على ذلك يمكن الإشارة إلى “تغريدة” عابرة للرئيس الأميركي كتبها الأسبوع الماضي وورد فيها “تذكروا فقط، أن إيران لم تربح الحرب أبدا، لكنها لم تخسر أية مفاوضات”، هذا الكلام يعني دلالات عدة من منظور التحليل السياسي، أولها أن الرئيس ترامب ليس قلقاً من خوض حرب ضد إيران كما يعتقد البعض، بل هو يفضل كسب المواجهة من دون إطلاق رصاصة واحدة، فهذا هو رهانه الأساسي الذي يسعى من خلاله إلى إثبات تمايزه عن أقرانه من الرؤساء الأميركيين السابقين، وفي مقابل ذلك، توحي هذه التغريدة بأن الرئيس ترامب يبدي حذراً من الجلوس على طاولة التفاوض مع الإيرانيين أكثر مما يبدي قلقاً من مواجهتهم عسكرياً.

ماذا يعني ذلك؟ الحقيقة أن اقتناع البيت الأبيض بصعوبة التفاوض مع نظام الملالي سيحفز، برأيي، الرئيس ترامب إلى الإصرار على التفاوض مع هذا النظام، وتحقيق انتصار سياسي عليه، لأن هذه المحصلة التي أشارت إليها التغريدة ربما تكون كافية لإثارة شهية الرئيس ترامب على منازلة الملالي في صراع تفاوضي!

عقلية رجل الأعمال الذي يوصف دائماً بمهارته التفاوضية في عقد الصفقات، هي المحرك في مثل هذه الحالة للدخول في نزال تفاوضي المؤكد أنه يثير شهية الرئيس الأميركي لتحقيق انتصار سياسي جديد وإثبات صحة نهجه السياسي في التعامل مع الأزمات.

لم يكن عرض وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بشأن استعداده للسفر إلى إيران إذا لزم الأمر لإجراء محادثات، حيث قال في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” ما نصه: “بالتأكيد إذا كان الأمر كذلك، يسعدني أن أذهب إلى هناك، سأرحب بفرصة التحدث مباشرة مع الشعب الإيراني”، لم يكن هذا العرض الذي رفضه نظام الملالي سوى إحدى محاولات فتح خط مباشر مع الملالي في ظل تعثر الوساطات التي قام بها مبعوثون لدول إقليمية وكبرى في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى السيناتور الجمهوري راند بول، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي تشير تقارير إعلامية إلى أنه التقى ظريف خلال زيارة الأخير مقر الأمم المتحدة في شهر يوليو الماضي، بضوء أخضر من الرئيس ترامب، الذي تربطه علاقة شخصية قوية مع السيناتور راند، الذي عرض على ظريف مقترح زيارة واشنطن للبحث في تسوية للأزمة المتفاقمة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية