+A
A-

رغم انخفاض سعر النفط هناك عوامل سترفعه لاحقاً

ارتفعت أسعار النفط اليوم الجمعة، في الوقت الذي تلقت فيه بعض الدعم من توقعات بزيادة تخفيضات إنتاج أوبك على الرغم من أن المخاوف بشأن النزاع التجاري طويل الأمد بين الولايات المتحدة والصين تكبح المكاسب.

ونتيجة لتصاعد النزاعات التجارية وتأجيجها لمخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط انخفضت أسعار الطاقة خلال الفترة الماضية والتي مكنت سائقي السيارات التزود بوقود أرخص لكن الإجراءات المضادة المحتملة لأوبك قد تغير ذلك قريباً.

وقال دي لا روبيا، خبير نفطي في تقرير نشرته صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه" الألمانية "توجد بعض العوامل التي تتعارض مع حقيقة أن تراجع أسعار النفط ستستمر. فلا يزال الاقتصاد الأميركي قوياً وثابتاً إلى حد ما، كما يتضح من بيانات سوق العمل الجيدة الأخيرة من الولايات المتحدة. يمكن لبنك الاحتياط الاتحادي الأميركي، على الأقل لفترة قصيرة، أن يرفع المعنويات والثقة في الوضع الاقتصادي مع المزيد من تخفيض أسعار الفائدة".

وأضاف "العامل الآخر يرجح أن يستمر ارتفاع الطلب على النفط في الأسواق الناشئة، حيث يتباطأ النمو الاقتصادي، ولكنه ليس بالركود. وثالثاً، هناك عدد من مخاطر العرض - حتى لو كان هذا مخفياً في الوقت الحالي. بالإضافة إلى حقيقة أن إيران وفنزويلا بالكاد تصدران النفط، إذ كان الخطر الرئيسي هو عودة التوترات حول مضيق هرمز، وهو طريق مهم لنقل ناقلات النفط على الخليج، مما يعرض جزءاً كبيراً من النقل العالمي للنفط للخطر. وأخيراً، لا ينبغي أن ننسى أن صناعة التكسير الأميركية ستخفض إنتاجها إذا ظل سعر النفط منخفضًا لفترة أطول، الأمر الذي من شأنه أن يرفع سعر النفط".

لكن أصبح انخفاض سعر النفط محسوساً أيضاً في محطات الوقود في ألمانيا خلال الوقت الحالي، وفقا لما ذكرته تقارير البوابة الإلكترونية Clever Tanken التي تنشر الأسعار في محطات البنزين.

وقال ستيفن بوك مدير البوابة "بين 4 و7 أغسطس، انخفضت أسعار البنزين والديزل في ألمانيا بحوالي 2 سنت في المتوسط" لكن تتزايد تقلبات النفط بشكل كبير. ففي يوم الأربعاء هبطت خلال اليوم نفسه الأسعار لنوعين من الوقود بمعدل حوالي 7 سنتات. وفي المتوسط، يبلغ سعر الديزل الآن حوالي 1.23 يورو لكل لتر، أما سعر سوبر E10 فيبلغ تقريبا 1.42 يورو، إذ أصبح النفط الخام أرخص بكثير منذ بداية أغسطس. حيث ارتفع سعر برنت بحر الشمال من حوالي 65 إلى 57 دولارا للبرميل (برميل/ 159 لتر) مرة أخرى.

وتتمثل الأسباب الرئيسية لانخفاض الأسعار في المخاوف بشأن الطلب على النفط فيما يتعلق بالحرب التجارية والاقتصاد.

وقال سايروس دي لا روبيا، خبير النفط في بنك هامبورغ التجاري: "لا يتم النظر في المشاكل المرتبطة بالعرض في الوقت الحالي، ولكن القلق يتمحور حول انخفاض الطلب على النفط نتيجة للحرب التجارية المتصاعدة والتباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي".

وتكهنت الأسواق أمس الخميس بإمكانية تدخل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وخفض إنتاج النفط في حال استمر هبوط سعر النفط لأقل من 60 دولاراً لفترة طويلة. وتسببت هذه التكهنات في ارتفاع سعر النفط إلى حد ما خلال اليوم ليصل إلى 1.2% في بعض الأحيان.

وقال فيريندرا شوهان من موقع Energy Aspects "الحد الأقصى هو 60 دولاراً للبرميل، وإذا بقي الانخفاض لفترة طويلة من الوقت، فسوف يستحوذ المعروض على عرض السوق".

ونقلت وكالة بلومبيرغ للأنباء عن مسؤول سعودي أن السعودية تواصلت مع منتجي النفط الآخرين بشأن انخفاض الأسعار في الفترة الأخيرة لمناقشة الإجراءات المضادة المحتملة، إذ تحتاج السعودية إلى أسعار أعلى بكثير مما هي عليه حالياً من أجل الحفاظ على توازن أرقام الميزانية العامة.

وكتب المحلل النفطي كارستن فريتش من Commerzbank في تقرير عن السوق: "نشعر أنه تم التأكيد على أن السعودية ستبذل قصارى جهدها لتجنب العرض الفائض واستقرار سعر النفط". كما "ستواجه أيضاً الرئيس الأميركي دونالد ترمب".