+A
A-

ترمب عازم على نزع نووي كوريا الشمالية.. وهذه خياراتها!

يبدو الرئيس الأميركي دونالد ترمب عازم على التوصل لاتفاق نزع السلاح النووي مع كوريا الشمالية قبل الانتخابات الرئاسية العام المقبل في الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من تعثر المفاوضات بينه وبين نظيره الكوري الشمالي كيم يونغ أون منذ لقائهما الأول في سنغافورة في يونيو 2018، وحتى بعد فشل قمتهما الثانية في فبراير/شباط في هانوي، إلا أن ترمب امتنع عن انتقاد كيم.

كما أن ترمب التقى كيم في يونيو/حزيران بقرية بانمونجون ضمن المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، حيث بات أول رئيس أميركي يدخل الأراضي الكورية الشمالية، ولكن لا يمكن استبعاد احتمالات توجيه ضربة أميركية مفاجئة ضد البرنامج الكوري الشمالي في حال فشل المفاوضات أو تعاظم الخطر الذي يشكله برنامج بيونغ يانغ النووي على الأراضي الأميركية أو مصالحها.

في سياق مناقشة احتمالات توجيه ترمب لضربة خاطفة ورد ما يمكن أن تقوم به كوريا الشمالية كرد فعل، حيث أكدت دراسة تحليلية، نشرها موقع "National Interest" الأميركي أن بيونغ يانغ عاجزة عن منع أي ضربة عسكرية أميركية لبرنامجها النووي، لكن يمكنها فقط شن هجمات كرد فعل على أي ضربة في حدود قدراتها.

ضبط النفس

تشير الدراسة إلى أن كوريا الشمالية ستضطر إلى ضبط النفس وعدم التسرع باتخاذ قرار اللجوء إلى استخدام المدفعية التقليدية. وأفادت أنه ربما تكون قدرة كوريا الشمالية على البقاء أقل تحديا يرجع أيضا إلى الهيمنة على أنظمة الإطلاق المتنقلة للصواريخ، وعلى العكس من ذخائر المدفعية التقليدية حيث إن المقذوفات الباليستية محدودة، شأنها شأن القدرة على إعادة تعبئتها، وبالتالي فإنه إذا قررت بيونغ يانغ استخدام الصواريخ الباليستية ستحتاج إذا إلى الاعتماد على موارد كبيرة، ذلك لأن كل صاروخ تنفقه كوريا الشمالية في سيناريو الردع الفوري سيقلل من قدراتها وقوتها التي ستصبح عليها بعد الردع مباشرة.

إخفاقات متكررة

علاوة على ذلك، فإن الاحتمالات العالية لفشل بعض عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية، كما هو الحال بالنسبة للإخفاقات المتكررة لاختبارات الصواريخ، عبر مجموعة متنوعة من المنصات، والتي يمكن أن تنتقص من قدرة بيونغ يانغ على التأثير من خلال تبديد مخزونها من الصواريخ الباليستية.

فيما ترجع تقديرات الخبراء بشأن عجز كوريا الشمالية عن منع ضربات أميركية ضد برنامجها النووي إلى أن القدرة العسكرية الكبيرة، التي عكفت كوريا الشمالية على بنائها ضد كوريا الجنوبية ليست متطورة بالمعايير الغربية، ولكن هناك طرق عملية يمكن لبيونغ يانغ من خلالها الرد على العدوان.

المدفعية التقليدية والحرب السيبرانية

وتعد أقوى أداة متاحة للجيش الكوري الشمالي هي المدفعية، لكنها لا تستطيع مجاراة أو التساوي مع قدرات كوريا الجنوبية، وفقا لما أكدت عليه بعض التقارير المتخصصة، بيد أنها ربما تتسبب في أضرار كبيرة.

من جهة أخرى، يشير الخبراء إلى أن قيام بيونغ يانغ باللجوء إلى استخدام المدفعية الثقيلة سيعد مخاطرة ضخمة، لأنه سيؤدي إلى تعريض قواتها لتلقي ضربات مضادة دقيقة للرد على مواقع إطلاق النيران. أما الأساليب التقليدية الأقل انتقاما، مثل التخريب أو الحرب السيبرانية، فهي أقل خطورة، لكنها تحد أيضا من قوة صدمة الرد التي سترغب كوريا الشمالية في إحداثها.

نسب فشل تصل لـ25%

كما تكشف التقديرات الإحصائية أنه، في ضوء مناوشات المدفعية القليلة، التي حدثت في الماضي، فإن حوالي 25٪ من قذائف كوريا الشمالية وصواريخها تخفق في إصابة الهدف. وأنه حتى كان هناك بعض التحسينات على أنظمة المدفعية وعلى افتراض وجود ضربة مدفعية ضخمة مضادة، فإن معدل الفشل، الذي يتوقع أن يصل إلى 15 % سيؤدي إلى حدوث نقص كبير في القوة المتفجرة الفعلية عند بلوغها الهدف.

الخيارات التقليدية المتاحة

ويرى الخبراء أن هناك اختيارين واقعيين أمام كوريا الشمالية، هما، إما القيام بهجوم مضاد على الأسلحة، أو هجوم ضد المدن والمدنيين.

وفي الهجوم المضاد على الأسلحة فقد تستهدف كوريا الشمالية المرافق العسكرية لكل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، القريبة من المنطقة المنزوعة السلاح ومواقع شمال سيول.

أما الهجوم المضاد ضد المدن والمدنيين فالمقصود به إحداث صدمة لكوريا الجنوبية من خلال إحداث إصابات مدنية مهمة، وإيقاع الدمار بالبنية التحتية الاقتصادية الهامة.

فإذا ما اختارت كوريا الشمالية توجيه ضربة مضادة للمدن والمدنيين، فإن نقص التركيز على الأهداف العسكرية لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة سيكون بمثابة سببا رئيسيا يقلل من قدرة بيونغ يانغ على تقييد أي رد فعل، حيث أنه من الطبيعي أن أسهل طريق لتوجيه ضربة مضادة لمدفعية العدو، هي تدمير سلاح العدو في مواقع تواجدها، التي يتم رصدها أولا بأول.

الاحتمال النووي

يعد أكبر تهديد من مخزون الصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية هو احتمال توجيه ضربة نووية. وتشير بعض التقديرات إلى أن كوريا الشمالية ربما يكون لديها بالفعل ما بين 2 إلى 5 رؤوس حربية نووية تحت تصرفها بالفعل، على الأقل يمكن إطلاقها بواسطة صاروخ Nodong.

وعلى الرغم من أن مجرد توجيه ضربة نووية واحدة ضد مركز سكاني في كوريا الجنوبية من شأنه أن يؤدي إلى صدمة كارثية وتكبد تكلفة باهظة، إلا أن الضربة النووية لن تضمن تلقائيا استسلام سيول، حيث أن كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تضعان في الاعتبار خطط دفاعية مضادة لاحتمال إمكانية حدوث مثل هذه الضربة إذا تم شن هجوم ضد البرنامج النووي لكوريا الشمالية.