+A
A-

باباجان منافس أردوغان.. عين "الحزب" على انتخابات تركيا

أوضح آيكان إردَمير وهو نائب سابق في البرلمان التركي (2010 ـ 2015) وزميل في مؤسسة الدفاع عن الحريات FDD الّتي تتخذ من واشنطن مقراً لها، أن رفاق علي باباجان، نائب رئيس الوزراء التركي السابق للشؤون الاقتصادية وزير الاقتصاد والخارجية وشؤون المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، يواصلون مباحثاتهم معه حول تحديد موعد إطلاق الحزب الجديد الّذي سيتزعمه.

وقال إردَمير في مقابلة هاتفية مع "العربية.نت" إن "النقاشات لا تزال مستمرة بين باباجان وزملائه حول موعد إطلاق حزبٍ سياسي جديد في تركيا، من المتوقع أن يتم الإعلان عنه بشكلٍ رسمي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة".

وبحسب العضو السابق في البرلمان التركي، فإن توقيت الإعلان عن إطلاق الحزب الّذي سيقوده باباجان المستقيل من حزب "العدالة والتنمية" الحاكم منذ بداية شهر تموز/يوليو الماضي، مرتبطٌ بالانتخابات المبكرة التي قد تشهدها تركيا في ما لو دعا إليها الرئيس رجب طيب أردوغان.

إضعاف "العدالة والتنمية"

وأضاف إردمير في هذا الصدد أن "الإعلان عن الحزب في هذا التوقيت سيكون من أجل الاستعداد للمشاركة في هذه الانتخابات المبكرة لاحقاً. وباباجان يتمتع بمصداقية قوية بين المحافظين، وبالتالي، سيكون قادراً على جذب بعض الناخبين من حزب أردوغان (العدالة والتنمية)، وهذا الأمر سيؤدي إلى إضعافه أمام صناديق الاقتراع، لكن استيلائه على الدولة سيحتاج لأكثر من تلك الأصوات لتتراجع هيمنته".

وتابع "لقد عزز أردوغان السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية، وأثبت مراراً وتكراراً أنه مستعد لتجاهل القانون واللوائح لفرض إرادته. سوف يستغرق الأمر سنوات، إن لم يكن عقوداً، لإصلاح الأضرار التي ألحقتها سياسة أردوغان الحزبية في بيروقراطية تركيا".

آيكان إردَمير

وبالرغم من أن رفيق أردوغان، أحمد داود أوغلو الّذي حظي سابقاً برئاسة حزبه إلى جانب رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الخارجية، يسعى هو أيضاً لإنشاء حزبٍ سياسي، إلا أنه "قد يتراجع عن هذه الخطوة. كما أنه لن يكون حليفاً لباباجان في حزبه الجديد".

باباجان وأوغلو

ورأى إردَمير أن "باباجان وداود أوغلو يذهبان في طريقٍ منفصل عن بعضهما ولا يبدو أن هناك فرصة لتوحيد صفوفهما، فالأول يبدو أكثر اهتماماً ببناء حزبٍ مُعتدل في أفكاره بخصائص جذّابة مستخدماً لغة أكثر شمولية، بينما الثاني، فهو مهتم ببناء حزب العدالة والتنمية ولا تزال لهجته تعتمد على الإسلام السياسي. هذا الاختلاف الجذري في النظرة السياسية سيحول دون التعاون بين هذين الشخصين بشكل واضح وصريح".

آيكان إردَمير

وأشار إلى أن "باباجان يهدف من خلال هذا الحزب لإعادة تركيا إلى حكم القانون والإدارة الاقتصادية، فهو مدرك للقمع الهائل وسوء الإدارة الاقتصادية والفساد الناجم عن حزبه السابق. لذا سيحاول ايجاد حلول لتقليص تلك المشاكل، وقد يشمل ذلك أيضًا إعادة دور حلف الناتو المحوري والاتحاد الأوروبي، ومراجعة أزمة البلاد مع الحلفاء الغربيين".

وتشير استطلاعات الرأي في تركيا إلى أن حزب "الشعب الجمهوري" المؤيد للعلمانيين وأنصار حزب "الشعوب الديمقراطي" الموالي للأكراد، من بين الأقل احتمالًا من بين جميع الناخبين للتصويت لصالح حزب باباجان.

من عالم الأمن للسياسة

وعلق إردَمير على نتائج هذه الاستطلاعات قائلاً إنها "لم تكن مفاجئة، حيث لا يزال يُنظر إلى حزب باباجان المرتقب كحزبٍ منشق عن حزب العدالة والتنمية. سيظل سجل هذا الحزب السيئ يطارد باباجان. وقد أظهرت الانتخابات المحلية الأخيرة في تركيا أنه على الرغم من الانقسامات العميقة في السياسة، إلا أن الأحزاب تمكنت مع ذلك من إيجاد أرضية مشتركة وتشكيل تحالفات. إذا تمكن باباجان من إثبات أنه يتمتع بدعم كبير من الناخبين، فمن الممكن أن يلعب دورًا مهمًا في إنهاء حكم أردوغان الفردي، حينها ستدرس كتلة المعارضة توحيد صفوفها".

واتهم العضو السابق في البرلمان التركي، أردوغان، بتحويل القضية الكردية في البلاد إلى "مكافحةٍ للإرهاب"، قائلاً إنه "يجرم بحق حزب الشعوب الديمقراطي وأي حزب آخر يعمل معه. لذا يبحث باباجان عن طرقِ لنقل هذه القضية من عالم الأمن إلى السياسة. وبالنسبة لملايين الأكراد الذين يصوتون حاليًا لحزب العدالة والتنمية ويشككون في حزبَي الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي، فإن باباجان قد يكون بديلاً مُناسباً لهم".