العدد 3966
السبت 24 أغسطس 2019
banner
الضبع لا يصبح أليفا
السبت 24 أغسطس 2019

أتساءل مع نفسي أحيانا؛ هل قامت البلدان الأوروبية وبلدان أخرى في المنطقة بمقارنة إيجابيات علاقاتها وتعاملاتها مع نظام الملالي بما يقابلها من سلبيات؟ وهل فكرت مثلا من هو الطرف المستفيد من الآخر في هذه العلاقات؟ بقناعتي وبكل تواضع أنا واثق بأن الأوروبيين وكذلك بعض بلدان المنطقة يتهربون من توجيه السؤالين لأنفسهم، لأنهم يعلمون الإجابة الدامغة، ويعلمون أن نظام الملالي كان ولا يزال المستفيد والرابح الأكبر من وراء ذلك، وهناك ضرورة وحاجة ماسة لكي يقوم الأوروبيون وبعض بلدان المنطقة بعملية مراجعة، وعوضا عن ذلك نجد تحركات ونشاطات توحي بعكس ذلك تماما، وتبين بصورة أو بأخرى أن هذه البلدان كما يبدو لا تريد أن تستفيد من دروس وعبر الماضي التي أثبتت أن نظام الملالي أشبه بالضبع، والضبع من الحيوانات المتوحشة التي لا يمكن تدجينها ويستحيل أن تتخلى عن طباعها الأساسية.

نظام الملالي وبعد سلسلة عمليات الاغتيالات التي قامت بها فرقه المخابراتية في أوروبا والتي استهدفت فيما استهدفت الوجه البارز في المقاومة الإيرانية الدكتور كاظم رجوي في سويسرا ومعارضين آخرين في ألمانيا والنمسا وإيطاليا وغيرها، والتي اضطرت البلدان الأوروبية وفي صفقة مشبوهة أن تطلب من نظام الملالي الكف عن نشاطاته الإرهابية على أراضيها مقابل عدم ملاحقة المتورطين في الجرائم الآنفة التي أشرنا إليها، ومع أن النظام وافق على ذلك على مضض، لكنه - ولأنه ضبع والضبع لا يترك ما تربى وتعود عليه - قام بنبذ تعهده جانبا عندما أوعز للإرهابي “أسدالله أسدي” المتخفي تحت غطاء ديبلوماسي في سفارة الملالي في النمسا بتنفيذ مهمة إرهابية غير عادية باستهداف التجمع السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس عام 2016، وكذلك أوعز لوكر الإرهاب والتجسس التابع له في ألبانيا المسمى بسفارته كذبا ودجلا، القيام بسلسلة عمليات مخابراتية ضد سكان أشرف 3، وهو ما أدى إلى طرد سفير النظام وسكرتيره الأول من ألبانيا، كما أن بلدان المنطقة التي يهددها النظام بين الفينة والأخرى لابتزازها، بخلاياه النائمة، يبدو أن البعض انساق لتهديد هذا النظام ظنا منه أنه إذا فعل ذلك فسوف يأمن شره، لكن هل يمكن للمرء أن يأمن شر ووحشية الضبع؟ فالنظام الإيراني سواء استجابوا له أم لم يستجيبوا فإنه ماض قدما في جرائمه وانتهاكاته وتدخلاته التي لا يمكن إطلاقا أن يتخلى عنها.

المقاومة الإيرانية حذرت بإخلاص وصدق دول أوروبا والمنطقة والعالم من التعامل مع هذا النظام، مؤكدة أنه لن يكف عن نهجه العدواني الشرير ومن الأجدر أن يتم حسم أمر العلاقات معه وقطعها بسرعة، ففي ذلك خير ومصلحة هذه البلدان، كما أنها خطوة إيجابية تصب في مصلحة نضال الشعب والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية والتغيير. “الحوار”.+

لابد من قطع العلاقات مع النظام الإيراني ودعم نضال الشعب والمقاومة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية