كان والدي رحمه الله من عشاق الهند، وجميع أصدقائه والمقربين منه يعرفون ذلك تماما، وكتب كثيرا عنها بل تعمق في تاريخها وحضارتها ودياناتها، وأنقل هنا ما كتبه عن الهند بعد إحدى زياراته في الثمانينات” “تساءلت ألف مرة عن هذا التغير الذي سكن على أجفان بلد الحضارات، وبلد الفقراء، ثم حصلت على الجواب... هذا الرجل الرائع والمتواضع، راجيف غاندي، كان يجوب كل أنحاء الهند ويتفهم مشاكلهم، ثم يأمر بإصلاح حال كل الفقراء والمعدمين، رئيس وزراء الهند راجيف غاندي هو الذي غير وجه بومبي القديم ورسم على ملامحها وجها جديدا، وليس هذا شيئا غريبا، أليس راجيف غاندي حفيد جواهر لال نهرو.. أيام قليلة قضيتها في بومبي، لكن كانت لها نكهة جديدة وطعم جديد، حفظ الله الهند، بلد الحضارات والملاحم الخالدة والتقاليد العريقة”.

يزور مملكة البحرين حاليا رئيس وزراء جمهورية الهند ناريندرا مودي تلبية لدعوة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وستحمل هذه الزيارة بلا أدنى شك مد جسور أخرى من التعاون بين البلدين الصديقين وتبادل الأفكار والرؤى وتطوير وتوطيد العلاقات في كل المجالات، فالعلاقة التاريخية المتميزة التي تربط البحرين والهند علاقة قديمة جدا، وتعتبر الجالية الهندية من أكبر الجاليات بالمملكة وتلعب دورا مهما في بناء الاقتصاد ورفده، ولها مساهمات كثيرة في مختلف الميادين، كما أن الهند تعتبر قوة عظمى بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأذهلت العالم باقتصادها ومصنفة بالقوة الاقتصادية العالمية الخامسة في العام 2018.

إن هذه الزيارة المهمة ستوفر الأسس لبحث آفاق أوسع للتعاون بين البلدين في مجالات مختلفة بما يخدم المصالح المشتركة بين الشعبين الصديقين ويحقق الأمن والاستقرار والسلام.

إن الشراكة التي تجمع البحرين مع الدول الصديقة في كل ميدان نموذج يحتذى به على ساحة التطبيق، ويتضح تأثيره الحيوي في تعزيز الأمن والعمل الدؤوب والجهد الصادق للسلام والمحبة.