قديما، كان مفهوم الصحة النفسية هو عدم وجود أمراض، وحديثا، الصحة النفسية هي كيف نفكر ونشعر ونتفاعل لمواجهة الاحداث اليومية.

ننظر إلى أنفسنا حياتنا والناس كيف نتعامل مع الضغوط اليومية وكيف نتفاعل مع الآخرين وكيف نرى أنفسنا وكيف نأخذ قراراتنا  والنفس كالجسد، قد يصيبها بعض الخلل، ويظهر ذلك على هيئة اضطرابات نفسية.

مفاهيم خاطئة عن الاضطرابات النفسية:

*الاضطرابات النفسية نادرة الحدوث:  الأبحاث الإحصائية تثبت بأن حوالي 40% من أي شعب يعانون من اضطرابات نفسية

*الأمراض النفسية ليست بأمراض حقيقية: أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الاضطرابات النفسية تنتج عن خلل عضوي في مناطق مختلفة من الدماغ، وثبت يقينا أن لكل اضطراب نفسي سبب كيميائي وعضوي، وعلى هذا فهي مثلها مثل أي مرض عضوي.

*الاضطرابات النفسية نتيجة ضعف في الشخصية أو قلة إيمان: هذا للأسف اعتقاد خاطئ وهناك قصة حدثت منذ عدة سنوات، حيث كنت أعالج إحدى السيدات الفضليات والتي كانت تعاني من اضطراب الاكتئاب، وحضر زوجها معها وكان يهاجمها، بل ويهاجمني أيضا، وأتذكر قوله أن هذا بسبب ضعف إيمانها، ودارت الأيام ومنّ الله عليها بالشفاء، وبعد عدة سنوات وجدته أمامي يبكي بكاء مرا لأنه للأسف أصيب بنوبة إكتئاب، وأتذكر قوله أنه فقط في هذا الوقت أدرك أن هذا المرض ليس له صلة بقوة الإيمان أو قوة الشخصية.

*الاضطرابات النفسية تنتج عن المس أو السحر أو الأعمال: للأسف الشديد، في مجتمعنا كغيره عندما لا نجد سببا ندركه، نلجأ للغيبيات، لكن عندما تطور العلم ثبت انها امراض عضويه

*الأدوية النفسية عبارة عن مهدئات ومخدرات واستعمالها يؤدي إلى الإدمان:

هناك بعض المهدئات التي قد تستعمل لفترات وجيزة في بعض الحالات، لكن الأدوية النفسية كمضادات الإكتئاب أو القلق مثلها مثل أدوية الأمراض الأخرى كالسكري أو الضغط.

*العلاج النفسي باهظ التكاليف: الحمد لله وفرت الدولة الرشيدة العلاجات النفسية المختلفة في المستشفيات الحكومية، وكل إنسان يمكنه الحصول على تلك الأدوية بدون تكاليف، ومعظم الأدوية النفسية في الصيدليات الخاصة بأسعار في المتناول.

نبذة بسيطة عن الاضطرابات النفسية

الاضطرابات النفسية تنقسم إلى 3 مجموعات رئيسية: الاضطرابات العصابية: تتميز هذه الاضطرابات بأنها تحدث عادة نتيجة مؤثرات خارجية، ويكون المصاب مدركا لمرضه وعادة يبحث عن العلاج (أمثلة: القلق، الاكتئاب التفاعلي ..)

الاضطرابات العقلية أو الذهانية: عادة لا يوجد سبب واضح لحدوث المرض ولا يكون المريض مدركا لمرضه، أي ليس لديه استبصار (أمثلة: اضطرابات الفصام واضطراب ثنائي القطب ..)

اضطرابات الشخصية: هنا يكون هناك خلل في الشخصية يؤدي أن يكون الإنسان مصدر إزعاج لمن يحيطون به، وللأسف هؤلاء أيضا لا يدركون ما بهم.

بقلم الدكتور طارق المعداوي

استشاري الطب النفسي