+A
A-

الفنان الراحل محمد عواد والتكنيك الداخلي للممثل

مما لا شك فيه ان التكنيك الداخلي للممثل غير كاف لاظهار الشخصية المسرحية على الوجه الاكمل ، فما يقدمه الممثل خلال شعوره بالدور مما في جعبته ومما اكتسبه من مواقف وخبرات في الحياة غير كاف للوصول الى مرحلة الكمال والاقناع التي تقيم منه شخصية ثانية متغيرة تماما في مسرحية ما على خشبة المسرح.

ان عماد الممثل ومادته يقومان على جسده وتنفسه وصوته وطبيعة تكوين جسمه واطرافه ، واضيف الى ذلك ان الممثل بواسطة تكنيكه الخارجي فقط يستطيع ان يستعمل هذه المادة ،فالخامة الصلدة غير المشكلة تعطل من اظهار الانفعالات عند الممثل كما تحجب ابتكاراته في الدور وتعرقل ظهورها امام المتفرجين وحتى لو وصلت هذه الانفعالات والابتكارات للمتفرج بدون الصياغة المحكمة للتكنيك الخارجي فإنها تصل عادة مشوهة.

الفنان الراحل وعميد المسرح البحريني محمد عواد وحسب قربي منه كان يرى ان الانفعال الصادق للممثل ليس وحده هو الذي يؤثر في الجمهور المشاهد ولكن مظهر التكنيك الداخلي له ايضا يشارك في ابراز هذا الانفعال كما يشارك في عملية التأثير الى غير ذلك من المواقف الكثيرة التي ينفطر فيها قلب الممثل وتدمع عيناه بينما الجمهور يضحك ملء فيه. لذلك اهتم الفنان الراحل محمد عواد " ارجعوا الى ادواره في المسرحيات" اهتماما خاصا بتكنيك الممثل الخارجي مؤيدا بأن على الممثل ان يقود بحكمة الخامة التي يقوم عليها دوره وعليه ايضا ان يتفانى في حب هذه الخامة ويعمل جاهدا على تطويرها وتشكيلها بالوان مختلفة مناسبة من الاداء التمثيلي الجاد، وعليه ايضا ان ينفعل خارجيا بما يوافق الانفعال الداخلي وبما يناسبه وبما لا يزيد عنه او ينقص حتى تأتي حركة الجسد ملائمة تماما للحركة الداخلية الصادرة بالانفعال او العاطفة. ولا يأتي هذا الشكل الخارجي الدقيق الا بالتمرين الدائم غير المنقطع من الممثل. ​