طرحت اللجنة المكلفة بترشيح مدير عام لإحدى المؤسسات السؤال التالي على المتقدمين للوظيفة وطلبت منهم إبداء الرأي واقتراح الحل: ما الخطة الإستراتيجية التي ستقوم بتنفيذها لو عُينت في مؤسسة خدمية تعاني من أزمة مالية وعلى وشك الخروج من السوق؟ وجاءت اقتراحات أفضل ثلاثة مرشحين كالتالي:

  الأول: استفيد من مبدأ “بريتو” 80/20 فأسرح 80 % من العاملين ممن يعتبر وجودهم غير ضروري ويمكن للمؤسسة أداء مهامها من دونهم. وأحتفظ بالباقي 20 % الذين تعتمد عليهم ولا يمكن الاستغناء عنهم. أهتم بتطوير كفاءة هذه الفئة وأوجد لهم نظام مكافآت فعّال وأبدأ بالتركيز على جودة المنتج. أعمل على تحديث الأنظمة والإجراءات وجعلها أكثر مرونة، ثم أبدأ في التوظيف التدريجي حين تحسن الوضع. في حال تحقيق أرباح أقوم بتوزيع جزء منها على العاملين وأخبرهم بهذا مسبقًا.

  الثاني: استعين بتجربة “جاك ويلش” وخيوله الثلاثة وهي: التحكم في المصاريف وزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتج وجعل هذه الخيول تنطلق في خط متواز واحد. أقوم بوضع خطة عمل واضحة لتنفيذ تلك المسارات الثلاثة معتمدًا على تطبيق مبدأ الإدارة بالأهداف. سأعمل على وقف التوظيف مؤقتا وتقنين الحوافز والزيادات وربطها بتقييم الأداء. أقوم بالتركيز على التدريب وافتح المجال للتقاعد الاختياري لشريحة محددة من العاملين وأقوم بوضع معايير صارمة للأولويات.

  الثالث: أقوم بإعادة هيكلة للمؤسسة والاعتماد على الهيكل التنظيمي المسطح الذي يختزل مراكز اتخاذ القرار بحيث يكون صاحب القرار قريبًا من العملاء، إلى جانب كون هذا التنظيم أكثر مرونة في التعامل مع المتغيرات. أعمل على تقييم شامل ودقيق لقدرات الإدارة التنفيذية وتطبيق مبدأ وضع الشخص المناسب على الوظيفة المناسبة. وأقوم بتطبيق الإدارة بالنتائج. كما وأقوم بتشجيع وإقناع بعض العاملين على الخروج في إجازات من دون مرتب وأشرك الآخرين في وضع معايير للأولويات وتطبيقها.

سيدي القارئ، لو كنت أحد أعضاء تلك اللجنة، ماذا سيكون قرارك، ولماذا؟