العدد 3974
الأحد 01 سبتمبر 2019
banner
كارثة بيئية في شوارعنا
الأحد 01 سبتمبر 2019

مشكلة المرور الصعبة والاختناقات اليومية على هايواي عيسى بن سلمان، بدءا من كوبري أم الحصم ولغاية كوبري مدينة عيسى وصلت إلى ذروتها، ولم تعد المشكلة في الاختناقات المرورية وطابور السيارات فحسب، بل هناك تلوث كبير من عوادم السيارات، وهي كارثة بيئية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ومن يريد عيش التجربة والتأكد بنفسه عليه التواجد على هذا الشارع ما بين الخامسة والسابعة مساء، فغاز أول أكسيد الكربون يلف المنطقة “رؤيا العين”، وهو من أخطر الملوثات، ويشير العراقي الدكتور حيدر عبدالرزاق كمونه خبير البيئة في كتابه “تلوث البيئة وتخطيط المدن” إلى أن “وسائط النقل على اختلاف أنواعها اعتبرت في السنين الأخيرة من المصادر الرئيسية لتلوث جو المدينة بالغازات والدخان المقذوف من هذه الوسائط، حيث إن هذه المواد تترك تأثيرا ساما على جسم الإنسان بالإضافة إلى ما تسببه من ضجيج، وكل الأساليب المتبعة ووسائل الحد من تلوث جو المدينة مازالت غير كافية بل عاجزة عن إعطاء النتيجة المطلوبة منها ألا وهي تنقية هواء المدينة من أضرارها وذلك بسبب تواجد هذه الوسائط في جسم المدينة، وقد أثبت الخبراء أن السيارة الآفة والسبب الأول في التلوث في العديد من المدن”.

إذا نحن أمام كارثة وتحد غير مسبوق في ظل تزايد عدد السيارات في البحرين، وهذه مشكلة باتت مقلقة، فحسب الأرقام عدد المركبات في البحرين بلغ 700 ألف حتى عام “2016”، وهو ما يزيد عددها إلى 52 % خلال 10 سنوات فائتة، بدءا بعام 2006 “337 ألف سيارة”، واليوم نحن على مشارف 2020 ولا نعلم كم بلغ عدد السيارات التي تغص بها شوارعنا.

أكثر من مرة كتبت الصحافة عن ضرورة تقنين رخص ملكية السيارات للأجانب، ووضع اشتراطات صارمة كزيادة في الرسوم وعدم إعطاء الرخصة لأي عامل آسيوي، لأن جزءا كبيرا من المشكلة يكمن في التسهيلات التي يحصل عليها هؤلاء، كل ما عليهم هو التقدم “للكجه ومن ثم الليسن” وبعد شهر تراهم يجوبون الشوارع بسيارات خردة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .