العدد 3975
الإثنين 02 سبتمبر 2019
banner
عيب عليكم... إنه محمد عواد
الإثنين 02 سبتمبر 2019

أكثر ما كان يؤلم ويوجع القلب قلة عدد الفنانين الذين حضروا تشييع عميد المسرح البحريني الفنان محمد عواد في مقبرة المنامة يوم الجمعة الماضي، فعددهم كان لا يتعدى أصابع اليد الواحدة وكأنهم لا يعترفون بالشخصية الحافلة بالعطاء التي رسمت خطوط المسرح البحريني وجعلته يحتفظ بطابعه المستقل الأصيل.

والغريب في الأمر أنه بعد إعلان خبر وفاة الفنان محمد عواد يوم الأحد 25 أغسطس غصت وسائل التواصل الاجتماعي بصور الراحل وتعليقات جميع الفنانين البحرينيين دون استثناء، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، فالحزن يومها اتخذ شكلا آخر وأصبح مثل الشواطئ المتعرجة التي لا يحدها البصر، واعتقدت شخصيا أن المقبرة ستكون ممتلئة بجموع الفنانين لتوديع الراحل وإلقاء النظرة الأخيرة عليه، أو لنقل إن صح التعبير “الفزعة وأداء الواجب”، لكن شيئا من ذلك لم يحدث مع أن وقت تشييع الجنازة كان يوم عطلة، فحضور الفنانين وتلاميذ محمد عواد كان “مخجلا” وتمنيت حينها أن يفتح الراحل عينه ليرى من جاء ليحمله على كتفه ويقول له بنبض مختلج بالحزن... وداعا معلمنا.

إن ما حدث في مقبرة المنامة يشكل علامة مهمة في “الخيبة” التي لها كبير الأثر في مسيرة الفنان البحريني، لقد كانت معاناة لغوية ونفسية كبيرة، إذ كيف يغيب الفنانون عن تشييع معلمهم وصديقهم ورفيق دربهم، حيث كان الصوت اللصيق بحياتهم، وضع صورته في وسائل التواصل الاجتماعي والانفراد بالألم الذاتي مشهد عادي وليس مقياسا للوفاء لمحمد عواد، بل كان من الواجب حضور “الدفان” ورد الجميل والتأكيد على أن الفنانين البحرينيين إخوة في المسيرة وزنبقات الحزن تعانق قلوبهم عند موت أحدهم، والإعلاميون أيضا للأسف الشديد لم نشاهد أحدا منهم في المقبرة.

عندما جلست بجانب قبر محمد عواد قلت بصوت مهزوم لمدير الإنتاج أحمد جاسم العكبري.. أين الفنانين، أين الوفاء والإخلاص، لقد سقطوا مهزومين إلى يوم القيامة بحزنهم المزيف. نم قرير العين أستاذنا محمد عواد ولنا عذابات الذات وهمومها وكل ما أريد قوله للفنانين الذين لم يحضروا الجنازة... عيب عليكم.. إنه محمد عواد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية