العدد 3976
الثلاثاء 03 سبتمبر 2019
banner
عالم “الواتساب” بين المصداقية والتواصل (1)
الثلاثاء 03 سبتمبر 2019

في ظل التطور التكنولوجي الذي أذهلنا في الآونة الأخيرة، أصبح التواصل عبر “الواتساب” الأكثر انتشاراً وتداولاً في العالم، خصوصاً في الوطن العربي، وقد تطور ذلك التواصل حتى أصبح ثقافة تستحق الدراسة والوقوف عندها للمناقشة، ومدى المصداقية في ظل ظهور مجموعات الدردشة.

وتتبادر إلى ذهني كلما فتحت الواتساب كيفية التواصل في الزمن الجميل “قديماً”، من حيث الحصول على المعلومة والمعرفة والأخبار عبر وسائل الإعلام قديماً، وكيف كنا نقضي أياماً أو شهوراً في الحصول على الخبر أو المعلومة التي من الممكن أن نستفيد منها في حياتنا اليومية! واليوم بفضل التطور والتقدم التكنولوجي في استخدام خدمة الواتساب التي أصبحت تشغل الجميع وأصبحت هاجساً عبر مختلف الأوقات والأزمنة، وتجد البعض يستخدمها أثناء قيادته السيارة وهذا أمر في منتهى الخطورة، أو أثناء التجول بالأسواق وفي أي مكان عام، فقد أصبح انتشار الواتساب ملموساً وأكثر تداولا في العالم، وأصبح التواصل مع الزملاء والأصدقاء في العالم أينما كانوا، عكس ما كان في الماضي، فقد كان يتطلب الأمر الاتصال عبر الهاتف لقريب كان أو ابن يدرس بالخارج حتى يسهل الاتصال به، وتجد صعوبة في التواصل والتكاليف المادية الباهظة، والبعض يتواصل عبر الرسائل البريدية التي كانت تسعد كثيراً من الزملاء وأنا واحد منهم!

ومما لا شك فيه سهل الواتساب التواصل بين البشر، لاسيما بين أولئك الذين تتطلب أعمالهم تواصلا مستمرا لنقل المعرفة والمعلومات وكيفية التفاعل مع التعليمات أولا بأول، وبدورها مكنت المجموعات من فتح الدردشات الجماعية لمناقشة مواضيع معينة محل اهتمام مشترك، أو لمجموعة زملاء في العمل أو الدراسة أو ما شابه ذلك، ومما لا شك فيه أن ثورة الاتصال قربت المسافة من خلال التواصل عبر الواتساب مع الآخرين، خصوصا للأشخاص الذين لابد من التواصل معهم للحصول على المعلومات والمعرفة أو الخبر والتوسع في الحوار ومناقشة المواضيع وطرح الأفكار والآراء.

أصبح البعض يحاول الاستفادة من تلك التقنية، إيجابا أو سلبا، ومن السلبيات التي قد يرتكبها مستخدمو الواتساب عن غير قصد ما حدث لي، حيث قد يرسل لي أحد الأصدقاء رسالة تحتوي على معلومات صحية عن انتشار أمراض، أو قد يرسل خبرا عن قرارات مهمة، أو خبراً عن وفاة أحد أعلام التاريخ والثقافة والعلم، حيث قمت بإرسال تلك الرسالة إلى مجموعات من أجل أن تعم الفائدة. وبعد مضي أقل من 8 دقائق، وصلت لي رسالة عبر الواتساب من أحد الأصدقاء في إحدى الدول المجاورة، يخبرني فيها بأن هذه المعلومات غير صحيحة أو الخبر غير صحيح! وغير موثق، الأمر الذي يجعل الشخص في حرجٍ شديد، وكان لابد من تصحيح الموقف، بإرسال رسالة اعتذار إلى أصدقائي الذين أرسلت إليهم تلك النصوص سابقا.

“سهل الواتساب التواصل بين الذين تتطلب أعمالهم تواصلا مستمرا لنقل المعرفة والمعلومات والتفاعل أولا بأول”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .