+A
A-

سقط مرتين.. ما مصير اقتراح الانتخابات الجديد بالجزائر؟

اقترح قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، الاثنين، دعوة الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر الجاري، ما يعني إجراء الانتخابات في حدود 15 ديسمبر المقبل، وبينما يصر هذا "الرجل القوي" في الجزائر على ضرورة التعجيل بانتخاب رئيس جديد، لايزال جزء من الساسة والشارع يتحفظون على تلك الخطوة.

وتترقب الأوساط الجزائرية أن تكون تظاهرات الطلبة اليوم الثلاثاء حاشدة في الجزائر، وذلك ردا على دعوة رئيس أركان الجيش استدعاء الهيئة الناخبة، وهو ما يرفضه الطلبة في مسيراتهم كل يوم ثلاثاء.

وقبل شهرين، اضطر المجلس الدستوري الجزائري لإعلان استحالة تنظيم الانتخابات الرئاسية التي كانت مقرّرة في 4 يوليو الماضي، بعد رفض أغلب الشخصيات الوطنية والأحزاب المشاركة فيها ومقاطعتها من طرف الحراك الشعبي، وقبلها ألغيت الانتخابات الأولى، التي كان من المقرر تنظيمها في 18 أبريل بعد استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إثر ضغوط شعبية، فهل يأتي مقترح الجيش بتنظيم انتخابات بعد 3 أشهر من الآن برئيس جديد للجزائر، أم أن هذه الخطّة ستسقط مرة أخرى؟

وفي هذا السياق، تباينت آراء الأحزاب السياسية بشأن هذا المقترح، بين من ثمنّه واعتبره حلا للأزمة السياسية التي تعيش فيها الجزائر منذ حوالي 7 أشهر، ومن أبدى تحفظه تجاهه لغياب شروط وإجراءات تنظيم الانتخابات، كما انقسم الجزائريون على مواقع التواصل الاجماعي إزاء تلك الخطة، بين مؤيد يرى ضرورة إجرائها في موعدها تخوفا من الفراغ الدستوري ومن إطالة الأزمة، وآخر معارض يعتقد أنها لن تثمر أي شيء، دون الذهاب إلى مرحلة انتقالية ورحيل كل رموز النظام السابق.

لا حل آخر

وتعليقاً على الموضوع، قال الناشط في منتدى الجزائر للحوار حمزة الحناشي في تصريح لـ"العربية.نت"، إن الانتخابات الرئاسية ستجرى في بلاده هذه المرة في التاريخ الذي اقترحه قائد الجيش الفريق قايد صالح، لأنه "جاء استجابة للمطالب الشعبية"، موضحا أن "أغلب الجزائريين يدعمون هذه الخطة من أجل الخروج من الوضع السياسي، على عكس موعد الانتخابات السابق، الذي كان مقررا في الرابع من يوليو الماضي، عندما كانت التعبئة في شوارع المدن الجزائرية تسير في اتجاه واحد، وهو رفض إجراء الانتخابات والدخول في مرحلة انتقالية".

وأضاف الحنّاشي أنه "لا يوجد حل آخر للخروج من أزمة الانسداد السياسي الحالي وإنهاء المرحلة المؤقتة التي تعيشها في الجزائر إلا الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى أن الدعوة إلى التعجيل بإجرائها، يدّل على أن "المؤسسة العسكرية لديها معلومات عن وجود مخاطر تهدد البلاد في صورة بقاء الوضع على حاله"، متوقعا أن "يتعامل الجيش بحزم مع المجموعات والأطراف التي ستستمر في التظاهر وخلط أوراقه".

هيئة الوساطة تحت الضغط والتهديد

والاثنين، قال منسق هيئة الوساطة والحوار بالجزائر، كريم يونس، إن أعضاء من فريقه قد تم تهديدهم بالقتل لمجرد ظهورهم في شاشة التلفزيون، مشيرا إلى أن حجم الضغوط التي تُواجه الهيئة دفعت بعض أعضائها إلى الانسحاب.

قفز على صلاحيات رئيس الدولة

وفي ظل استمرار رفض عدد من الجزائريين لمشروع الانتقال السياسي الذي عرضته السلطة ممثلة في مؤسسة الجيش، والذي يقوم على إجراء الانتخابات الرئاسية، رأى المحلل السياسي عادل حسيني، أن "فرض" قيادة الجيش لموعد جديد للانتخابات، دون التشاور مع الأطراف السياسية، وقفزها على صلاحيات رئيس الدولة، كون مسألة تحديد الروزنامة الانتخابية تعد من اختصاصها، يدل على أن "إجراء الانتخابات في ديسمبر لا مفر منه هذه المرة"، لكنه توقع أن تشهد عزوفا من أغلب الجزائريين وحتى من الأحزاب السياسية، في ظل عدم وجود توافق بشأنها، وغياب تسويات حول الشروط التي تضمن نزاهتها وشفافيتها.