العدد 3982
الإثنين 09 سبتمبر 2019
banner
تريند “الفضائح”
الإثنين 09 سبتمبر 2019

على مدى أكثر من ثلاثة أشهر، منذ ظهور أول فضيحة جنسية للمخرج السينمائي الشهير مع اثنتين من الممثلات وتسريب فيديو يفضح علاقات جنسية غير مشروعة بين هذا المخرج وبين هاتين الممثلتين، منذ ذلك الحين لا يمر يوم إلا وينشر خبر وفيديو جديد لفضيحة جديدة وعلاقة جنسية جديدة بين نفس المخرج وبين ممثلة جديدة أو مذيعة جديدة أو سيدة أعمال جديدة.

وبالطبع يتحول خبر الفيديو الجديد إلى “تريند” يتابعه الملايين على مواقع الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي ويصبح أكثر الموضوعات قراءة ومشاهدة وتداولا بين الناس، لأن هذه هي طبيعة البشر، تشغلهم جدا الفضائح، ورغم أنهم ينتقدون مثل هذه الممارسات في العلن إلا أنهم يبحثون عنها باجتهاد من موقع إلى موقع ولا يملون إذا خذلهم موقع معين على الإنترنت فهناك غيره.

الغريب أن كل السيدات الشهيرات اللاتي نشرت لهن فضائح جنسية مع نفس المخرج أعلن أثناء التحقيق معهن أو أمام وسائل الإعلام أنهن كن متزوجات زواجا عرفيا من هذا المخرج! السؤال هنا: من الخاسر من نشر هذه الفضائح اليومية؟

في رأيي المتواضع الخاسر الأول هو الفن الذي تنتمي إليه الممثلات وهذا المخرج، فليس من المعقول أن يكون بين الفنانين والمخرجين هذا العدد من المستهترين الذين لا يفعلون شيئا في حياتهم أكثر من هذه الممارسات الجنسية غير المشروعة وتصويرها ونشرها بين البشر! إذا كان هؤلاء يخطئون شأن غيرهم من ملايين البشر، فهذا شأنهم، لكن تصوير فضائحهم ونشرها في كل أنحاء الدنيا الشيء المرفوض لأنه يطعن السينما ويطعن الفن بأنواعه في مقتل ويسيء إلى الفنانين المحترمين أصحاب الرسالة.

ومن الأشياء المؤلمة أيضا في هذا الشأن تهافت وسائل النشر على مثل هذه الفضائح والمبالغة في نشرها والإضافة إليها وإعادتها بنفس التفاصيل تحت عناوين مختلفة من وقت إلى آخر ضمن التسابق الإعلامي الساعي للوصول إلى أكبر عدد من الناس دون مراعاة للأخلاق. إلى متى سيستمر النشر وتستمر الفضائح التي تسيء للفن والإعلام معا وتسيء إلى قيم المجتمع؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .