العدد 3982
الإثنين 09 سبتمبر 2019
banner
إلى متى؟
الإثنين 09 سبتمبر 2019

حسناً، من أين نبدأ حكايتنا لهذا اليوم؟ أعرفُ جيداً المكان والزمان والراوي والعقدة والشخصيات والفكرة، وهي عناصرُ الرواية الأساسية، بالمختصر حكايتي ليست وسوسة من الشيطان الرجيم اللعين.

كان الاتصال متكرراً ولم أكن قادراً على الإجابة على مكالمته ذلك اليوم لانشغالي بعدة أمور في وقتٍ واحد، فآثرتُ عدم الرد لكي لا يشعر بعجلتي وانشغالي عنه، فبعثت رسالة نصية أخبرتهُ فيها أنني “سأعاودُ الاتصال بك في أقربِ فرصة” وهو ما حصل بالفعل. التقينا في مكانٍ عام وبعد السؤالِ عن الأحوال والأخبار بادرتهُ بالسؤال: كيف هو عملك الحالي؟ فرد علي إن الأمور لا تسير على ما يرام، وهو أمرٌ ليس جديدا.

ابتُليَ صاحبنا بمديرٍ متعجرف، وفقير في الأسلوبِ والعلم والأخلاق، فتراهُ يبذلُ قُصارى جهده ليبين قوة شخصيته الخارقة بطرقٍ يَعرفها الضالعون في علم النفس جيداً وهي ما سماها علماء النفس بالحيلِ الدفاعية اللاشعورية التي يسعى من خلالها لتخفيف مشاعر الإحباط والتوتر النفسي المؤلم، والمتولدة داخلياً نتيجة جهله وضعفه.

منها على سبيل المثال لا الحصر: التكوين العكسي، وهي حيلة يبدي فيها الشخص أحاسيس مغايرة لمشاعره الحقيقية، قد نعرف شخصا ونعرف أنه يكرهنا، لكن دائماً يتصرف وكأنه أحد أفضل أصدقائنا، يقولُ صاحب قصة اليوم إن مسؤوله كان يتقن هذا النوع من الحيل ويصعبُ عليك الشك في ما يبديه من محبة تجاهك، لكنهُ يضمرُ عكس ما يظهر، وينجلي ذلك في إقصائك عن الترقيات والمكافآت، بل الأكثر من ذلك، كثيراً ما يُعرقل الفرص التي تساقُ إليك ويبعدها.

السؤال هنا عزيزي القارئ، كم مسؤولا بهذا المستوى واجهت؟ ولماذا يستمر هؤلاء في مناصبهم لمدةٍ طويلة؟ وما هي آثار التجاوزات الإدارية التي يُمارسونها على المؤسسة والعباد؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .