العدد 3983
الثلاثاء 10 سبتمبر 2019
banner
في الطريق إلى قصر قرطاج
الثلاثاء 10 سبتمبر 2019

أقيمت في تونس مع نهاية الأسبوع الماضي مناظرات علنية بين المترشحين الطامحين للوصول إلى قصر قرطاج والظفر بكرسي الرئاسة التونسية وقد بثت المناظرات على أثير أكثر من 11 قناة  تلفزيونية، تحدث من خلالها 26 مرشحا للمواطن التونسي حول برامجهم الانتخابية وما يعتزمون فعله وتحسينه في حال ظفرهم بمقعد الرئاسة.

لتونس خصوصية تجعل منها محط أنظار دول العالم بشكل عام والمواطن العربي بشكل خاص، حيث إن تونس كانت موطن الشرارة الأولى لسلسلة الثورات العربية، وعلى الرغم من المطبات والمنحنيات العديدة التي مرت بها تونس إلا أنها نجحت إلى حدٍ ما في الوصول إلى بر الأمان خصوصاً في عهد المغفور له الرئيس السابق الباجي قائد السبسي، ذلك لما يحمله من خبرات سياسية كبيرة من خلال مشواره الحافل، لذلك فإن جميع الآذان استمعت وأنصتت لمناظرات تونس.

صنف العديد من المحللين إقامة مناظرات علنية لمترشحي الرئاسة على أنها وجه من أوجه الديمقراطية التي من الممكن أن تساعد  الناخب على أن يفاضل بين المترشحين بعد المقارنة المباشرة بينهم خصوصاً في ظل العدد الكبير من المترشحين للرئاسة والذي وصل 27.

إن هذا العدد الاستثنائي من المترشحين عكس التنوع السياسي والحزبي والآيديولوجي في تونس بتنوع المترشحين في انتماءاتهم ما بين قادة إسلاميين وعلمانيين وتكنوقراط. كما لم يغب عن الترشح أيضاً أعضاء في حكومات سابقة ما يعكس ثراء التجربة التونسية الحالية سياسياً.

ربما من السلبيات المتوقعة للتجربة التونسية الحالية تجاه الناخب خصوصاً أن الانتخابات تجرى في أوضاع استثنائية بعد وفاة الرئيس السابق ما يجعل الناخب غير مستعد كلياً للمفاضلة والاختيار، كما أن العدد الكبير للمترشحين سيساهم في تشتيت الأصوات، لكن أعتقد أن العديد من الوجوه الموجودة ضمن قائمة المترشحين معروفة إلى حد كبير للشارع التونسي بالإضافة إلى أن تعاقب العديد من التيارات على استلام قيادة تونس رسم صورة جيدة للمواطنين حول كيف ستكون الأمور على أرض الواقع.

من غير المعروف ما ستضيفه المناظرات في تجربتها الأولى للناخب، هل ستكون مصدراً لدغدغة المشاعر بخطابات ووعود سرمدية أم أن هناك من الذكاء والفطنة ما سيمكن الناخب من تحسس مواطن الضعف والزيف لدى المرشح، شخصياً أراهن على وعي وذكاء المواطن التونسي خصوصاً بعد التجارب والوجوه العديدة التي مرت عليه منذ عام 2010 والتي ساهمت بشكل كبير في تشكيل مواطن واعٍ لحقوقه وواجباته السياسية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية