العدد 3986
الجمعة 13 سبتمبر 2019
banner
خيارات الأزمة الإيرانية الأميركية (1)
الجمعة 13 سبتمبر 2019

ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً أن الولايات المتحدة تمكنت من تدمير نسخة لمنشأة نووية إيرانية، تقع على عمق 80 مترا تحت الأرض، ووفقا للصحيفة ذاتها فقد شيدت واشنطن قبل 10 سنوات نموذجاً مشابهاً في حجمه لمنشأة “فوردو” النووية، التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وتم قصف هذا النموذج في إطار عملية محاكاة بأم القنابل التي تزن نحو 13 طنا ونصف الطن، كما كشفت الصحيفة في تقريرها، أن مسؤولين إسرائيليين درسوا احتمال إطلاق هجوم عسكري ضد إيران، مع أو دون موافقة الولايات المتحدة، وأفادت أن المسؤولين الإسرائيليين يعتقدون أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد لا يعارض مثل هذا الهجوم، خلافا لسلفه باراك أوباما، مؤكدة أن هناك تباينا بين ترامب وأوباما حول التعامل مع التهديد الإيراني.

اعتبر بعض المراقبين هذا التقرير أحد مؤشرات التصعيد المحتمل في الأزمة الإيرانية، وأن هناك احتمالية عالية لتوجيه ضربة عسكرية مفاجئة للمنشآت النووية الإيرانية، لكن الواقع والتجارب السابقة تقول إن مثل هذه الاستعدادات مسألة تقليدية بالنسبة لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة عليها أن تستعد بكل البدائل والخيارات الاستراتيجية وتطرحها على الطاولة أمام القائد الأعلى للقوات المسلحة (الرئيس الأميركي) كي يوظف هذه الأدوات ضمن دبلوماسيته في التعامل مع التهديد الإيراني للمصالح الاستراتيجية الأميركية. أما بالنسبة لإسرائيل، فمن الطبيعي أن تحتل مثل هذه النقاشات صدارة أولوية الاستراتيجيين هناك في ظل التصعيد القائم مع وكلاء إيران وفي مقدمتهم “حزب الله” اللبناني، ولكن تبقى استنتاجات مهمة أولها أن إسرائيل لن تغامر ـ على الأرجح ـ بخوض صراع مباشر مع النظام الإيراني ما لم يتم تقليص قدرات وكلاء إيران على توجيه ضربات مضادة في العمق الإسرائيلي.

الرئيس ترامب لا يميل مطلقاً لخيار الحرب، والإشارة الأكثر وضوحاً على ذلك لا تتعلق بإيران بل بحركة طالبان التي كان يزمع الرئيس الأميركي عقد اجتماع مع قادتها في “كامب ديفيد” في ذكرى اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 من أجل توقيع اتفاق يضمن انسحاب جزء كبير من القوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان، وهي إشارة مهمة لأن من الصعب تصور أن يركز البيت الأبيض على إنهاء انخراط قواته في أفغانستان ويفكر في الوقت ذاته في إشعال جبهة مجاورة هي الجبهة الإيرانية، وفي توقيت بالغ الحرج والحساسية حيث تقف الولايات المتحدة على مشارف عام الانتخابات الرئاسية! “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية