العدد 3987
السبت 14 سبتمبر 2019
banner
خيارات الأزمة الإيرانية الأميركية (2)
السبت 14 سبتمبر 2019

هناك إشارة مهمة صدرت خلال الزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى لندن، في ذروة الأزمة السياسية التي تعيشها المملكة المتحدة على خلفية أزمة “بريكست”، حيث بدا واضحاً أن النقاش يتعلق أساساً بكيفية التعامل مع إيران، حيث يخشى نتنياهو عقد قمة مفاجئة بين الرئيسين ترامب وروحاني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الجاري، فرغم تضاؤل فرص انعقاد هذه القمة في ظل ضغوط صقور النظام الإيراني على روحاني ووزير خارجيته ظريف للجم اندفاعهما نحو الحوار مع إدارة الرئيس ترامب، فإن نتنياهو يخشى وجود تفاهمات سرية لم يكشف عنها لعقد القمة، وهو ما ألمح إليه في إفادة للصحافيين في لندن، حيث أقر نتنياهو بأن هناك احتمالا لعقد مثل هذه المشاورات، وقال إنه “لا يقول للرئيس الأميركي بمن يلتقي ومتى”، وأضاف “أنه متأكد من أن ترامب سيجري المفاوضات بمقاربة أكثر صرامة وواقعية عما حدث في الماضي”، أي أنه لم يستطع نفي حدوث هذه الاحتمالية بشكل قاطع، ويبدو أن نتنياهو بات على قناعة بأن مسألة المصافحة بين ترامب وروحاني أصبحت مسألة وقت وظروف مناسبة حتى تخرج للنور.

هذه المصافحة التي يسعى إليها الجانب الأميركي تسحب من رصيد نتنياهو وتحد من فرصه في الفوز بالانتخابات المقررة الشهر المقبل، لأنه يراهن على سيناريو المواجهة مع إيران وحلفائها الإقليميين، وهو رهان يخالف رهان حليفه ترامب في التوصل إلى صفقة مع نظام الملالي!

الواضح أن النظام الإيراني يفكر كثيراً في حسابات ما بعد المصافحة ويتأمل في النموذج الكوري الشمالي، لذا يحاول إرجاء المصافحة حتى انتزاع تنازلات من الإدارة الأميركية، ويستخدم في ذلك كل أوراقه وفي مقدمتها التخلي تدريجياً عن التزامات الجانب الإيراني ضمن بنود الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والواضح أيضاً أن نتنياهو ليس أمامه سوى المضي وراء خيارات الرئيس ترامب كي لا يجازف بخسارة دعمه في الانتخابات وأيضاً في تنفيذ وعوده بشأن صفقة القرن.

“النظام الإيراني يفكر كثيراً في حسابات ما بعد المصافحة ويتأمل في النموذج الكوري الشمالي”.

“إيلاف”.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .