+A
A-

قلب البغدادي على الداعشيات.. هكذا انتقد استرخاء أنصاره

لم تمضِ 5 أشهر على ظهوره الأخير، ليطل زعيم تنظيم داعش، الاثنين، بتسجيل جديد نشرته مؤسسة الفرقان، الذراع الإعلامية للتنظيم، برسالة صوتية منسوبة إليه، البغدادي حث فيها على تحرير النساء المسجونات في العراق وسوريا بسبب صلاتهن بداعش، وأكد أن عمليات التنظيم مستمرة وتجري بشكل يومي.

قلبه على الداعشيات

وقال أبو بكر البغدادي في أول تسجيل له منذ أبريل، إن "العمليات على قدم وساق في عدة مناطق، مثل مالي وبلاد الشام، لكنه لم يذكر توقيتات محددة".

كما دعا أنصاره إلى تحرير النساء اللائي يعشن في معسكرات في العراق وسوريا بعد هزيمة التنظيم في كلتا الدولتين، وحثهم على بذل قصارى جهدهم لتحرير هؤلاء النسوة وهدم الأسوار التي تسجنهن".

وفي قراءة لكلمة "زعيم الخلافة" المتواري عن الأنظار، قال الباحث العراقي في شؤون الجماعات المسلحة والخبير الأمني فاضل أبو رغيف لـ"العربية.نت": إنه بدأ خطبته بنصٍ فيه تقريع للمنافقين الذين تخلفوا عن القتال، كما ذكر مؤيديه بالوعد والوعيد، وكأنما يلوح لهم بتهديد بطعم المكافأة.

"زعيم الخلافة يائس"

كما اعتبر أبو رغيف أن البغدادي سلم بواقعٍ مريرٍ عبر قوله "مهما طال الأمد، فلا سبيل للركود"، كأنما قصد انتقاد وتوبيخ حالة الاسترخاء التي يعيشها أنصاره.

وأضاف أن البغدادي تحدث عن الصبر والثبات من أجل استنهاض المتقاعسين لدعوته.

أما أفظع ما قاله في التسجيل بحسب أبو رغيف، فهو "حديثه عن غربة الدين وأهله، كأنما يلمح إلى قول رسول الله (ص): "يعود الدين غريبا فطوبى للغرباء"، لكي يكفر بشكل غير مباشر كل من لم يلتحق بركب التنظيم".

إلى ذلك، رأى أن التسجيل أثبت أن البغدادي في حالة مزرية، لعل هذا ما دفعه إلى تلاوته مفردات الصبر، فاستعانته بنصوص مترادفة عن الصبر والقتال فيها محاكاة واضحة لحالة التوسل واليأس من أتباعه من جهة، ومحاولته تحريضهم واستنهاضهم.

وأوضح قائلاً: "إن البغدادي ذكر أتباعه بضرورة عدم التفرق والرفق بأهل السنة والحوار بالحجة، ما يثبت فشل نهجهم الداعي إلى القتل والموت".

أخطر ما ورد في الخطاب

كما رأى أن أخطر ما ورد في الخطاب، تأكيده على استنساخ غزوة هدم الأسوار (كسر السجون)، بقولهِ "السجون السجون، دكوا الأسوار، فكوا العاني (أي الأسير)"، وتركيزه على استهداف المحققين والقضاة.

مرحلة بـ4 وظائف

من جانبه، قال الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي لـ"العربية.نت" إن البغدادي أعلن في خطبته بداية مرحلة جديدة بعد اعترافه بالهزيمة بـ4 وظائف، وهي المصالحة مع البيئة التي هزموا فيها، والتجنيد بعد التحقق من توبة المجند، واستمرار الغزوات الموحدة، وعمليات نوعية لكسر السجون.

يذكر أن كلمة البغدادي أتت في مرحلة بات عناصر التنظيم الذي انحسر وتقهقر في العراق وسوريا، يعتمدون أسلوب الهجمات الخاطفة والكمائن المنفردة على بعض نقاط السيطرة والثكنات العسكرية في المناطق النائية دون السيطرة المكانية على أي منطقة، مقابل شح في عدد العمليات الانتحارية نتيجة لنقص الأموال ونقص الانتحاريين.