العدد 4000
الجمعة 27 سبتمبر 2019
banner
انحطاط “الجزيرة” أم انحطاط السياسة القطرية
الجمعة 27 سبتمبر 2019

لقد وصلت فضيحة قناة الجزيرة وانحطاطها المهني إلى كل أركان الدنيا بعد الجريمة التي ارتكبتها يوم الجمعة ٢٠ سبتمبر الجاري، حيث قامت القناة التي أصبحت جديرة بأن تسمى قناة الفتنة بفبركة فيديوهات لجماهير الكرة المصرية وهي تحتفل باحتفال فريقها القومي بالتأهل لكأس العالم منذ عامين وقامت بتركيب أصوات عليها تبين أنها ثورة ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقامت بمزجها مع صور من ثورة يناير ٢٠١١ مع أصوات تقول ارحل.

وبعد أن ثبت التزوير وظهرت الفضيحة قامت القناة بالاعتذار لمشاهديها واعترفت أن الصور مزورة ومأخوذة من “الفيسبوك”! فهل هناك فضيحة أكثر من هذه؟ هل هناك انحطاط مهني وأخلاقي أكثر من هذا؟ هل نشر الفوضى في أكبر دولة عربية الأولوية الأولى لهذه القناة التي تزعم المهنية وتستأجر الفصحاء والمتحذلقين من كل الدنيا؟

أليس من العار ما قالته صحيفة الهيرالد بوسطن الأميركية من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل هاتفيا بتنظيم الحمدين وأمره بأن تقوم قناة الجزيرة بالاعتذار لمصر على ما ارتكبته من تزوير ومحاولة لنشر الفوضى فيها وادعاء قيام ثورة فيها؟

أليس من العار على قطر أن تقول صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية تعليقا على واقعة التزوير التي حدثت إن الجزيرة دأبت على فبركة فيديوهات عن مصر ووضعها على وسائل التواصل الاجتماعي وإذاعتها بهدف تحريض الجماهير ضد الدولة؟ أية مهنية وأي شرف إعلامي بعد هذا الذي جرى؟

لقد وقعت صحيفة كويتية في نفس الخطأ عندما نقلت عن وكالة الأناضول التركية المعادية لمصر نفس الصور المفبركة، لكنها اعتذرت وأظهرت حسن النية وأعتقد أن ما فعلته كان خطأ غير مقصود وأنها وقعت في فخ التضليل الإعلامي للوكالة التركية، أما الجزيرة فالأمر مختلف تماما لأن الجزيرة لديها أجندة ضد مصر وضد جميع الدول العربية الكبيرة.

هذه الواقعة التي تؤكد الانحطاط المهني لهذه القناة وتؤكد أنها سلاح غير أخلاقي في يد الحكومة القطرية، يجب أن تكون درسا للجميع ويجب أن تدفعنا جميعا إلى نشر الوعي بين الجماهير حول الأخبار المفبركة التي راجت بشدة وأصبحت أداة من أدوات التحريض وتعبئة الرأي العام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية