العدد 4004
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019
banner
عالم السياسة مليء بالزيف والكذب
الثلاثاء 01 أكتوبر 2019

ثمة حقيقة بالغة الأهمية في مجال العلاقات الإيرانية الصهيونية، فقد كانت إيران أول دولة آسيوية تعترف بالكيان الصهيوني عام 1948 وتتبادل العلاقات الدبلوماسية معه، وافتتحت إيران بعد اعترافها بالكيان الصهيوني مفوضية في تل أبيب أغلقت بعد حركة مصدق ثم أعيد فتحها سنة 1954، وقد اتسع مجال هذه العلاقات بعد عودة الشاه إلى الحكم وأخذت تتطور على هذا الصعيد بشكل مضطرد حتى وصول الملالي إلى سدة الحكم في إيران عام 1979، فبالرغم من التبجح والتباهي بمحاربة إسرائيل ونصرة القضية الفلسطينية إلا أن أبواب التاريخ لا تزال مفتوحة مثل أبواب المخازن لمعرفة الحقيقة والمظاهر الإيرانية الكاذبة.

عالم السياسة اليوم مليء بالزيف والكذب والطفيليات السامة، والطعنات الخفية، والرجل العاقل وحده يستطيع اكتشاف ومعرفة الحقيقة وما يجري وراء كواليس المحافل والمجالس، فعلى سبيل المثال أرسل الكيان الصهيوني وحدات خاصة مدربة تدريبا خاصا على مقاومة المظاهرات وأعمال التخريب بناء على طلب النظام الإيراني لمساعدته على قمع وسحق الاحتجاجات ضد الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وشاركت هذه الوحدات التي نقلت جوا في قمع المظاهرات وإطلاق النار على المتظاهرين في مختلف المدن الإيرانية بعد أن أخفقت كل الوسائل الأخرى في وضع حد للانتفاضة حسب مقربين من المعارضة مريم رجوي.

والوجه الآخر للحقيقة أن يهود إيران يسيطرون على الاقتصاد الإيراني، حيث استطاعوا بفضل التسهيلات والامتيازات التي يمنحها لهم نظام الملالي جمع ثروات طائلة مكافأة لهم على دعمهم النظام، ويأتي هذا الحماس منقطع النظير للتقارب بين الصهاينة وإيران بسبب كره العرب والحقد على الأمة العربية ومنطق التاريخ يكشف بوضوح صورة العلاقة الوطيدة في كل زمان ومكان.

العرب يريدون بطبعهم زرع مشاتل السلام في كل الطرقات، لكن ينبغي عليهم أيضا التفكير والتخطيط ومعرفة الوجوه المشوهة بالطاعون، عليهم استعمال المنطق في تعاملهم مع الحياة وكل المعلومات متاحة للوصول إلى الحقيقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية