+A
A-

كانو الثقافي ينظم محاضرة " النظام التعليمي الفنلندي ما بين الخرافة والوقع "

ضمن التجارب الأولية لإستخدامات المبنى الجديد نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق24 سبتمبر محاضرة بعنوان "النظام التعليمي الفنلندي ما بين الخرافة والواقع" للدكتور خالد الباكر وأدارت الحوار ندى نسيم.

وقد استهل الدكتور الباكر الأمسية بالحديث عن نقطة البداية في علاقته بالنظام التعليمي في فنلندا حيث بدأ الأمر بحضور الدكتور الباكر لمؤتمر في فنلندا حيث قدم ورقة بحث علمي ليتم دعوته لاحقا ليكون متحدث رئيسي في مؤتمر دولي تم إقامته فيما بعد.  وأشار الدكتور الباكر أنه من الملاحظ للباحث التربوي أن النظم التربوية التي استطاعت أن تحوز المراكز الاولى مؤخرا في الامتحانات الدولية  هي دول قد مرت بأزمة بقاء وأزمة هوية، ومنها فنلندا التي قد تعرضت بعد الحرب العالمية الثانية لاجتياح الاتحاد السوفيتي الذي انسحب وتراجع، لتبدأ فنلندا كمثيلاتها من الدول التي تعرضت لأزمات البقاء كاليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية بوضع رؤية وأهداف وطنية لمرحلة مابعد الاستعمار ومنها بناء أمة من المواطنين الصالحين وتعزيز الهوية الوطنية وبناء الاقتصاد وخلق فرص العمل وبناء نظام تعليمي فعال مبني على الجدارة مما ارتكز عليه أساس علم التربية.

وقد تكلم الدكتور الباكر عن الظروف والعوامل المناخية والطبيعية لفنلندا واحصائيات السكان ثم عرض بعض الأقاويل المتداولة عن النظام التعليمي الفلندي ليبين مدى حقيقتها ومنها غياب المنهج التعليمي الثابت في المدارس الفنلندية واستبدالها بوثيقة المنهاج الوطنية المتفق عليها بين جميع المدارس في فنلندا. بالأضافة لذلك الاهتمام الوطني بالتعليم المهني فتقوم الدولة بإعداد الإحصائيات السنوية لحاجات السوق من المهن ليتم توجيه النظام التعليمي المهني بمايسد حاجة السوق بشكل مباشر ، ومن الأقاويل المتداولة كذلك اختفاء الامتحانات من النظام التعليمي الفنلندي وأشار الدكتور الباكر إلى أن هذه المقولة حقيقية إلى حد ما.

كما عرض الدكتور الباكر عدد من الأنظمة المتبعة في المدارس الفنلندية ومنها عدد ساعات الحصص الدراسية بالنسبة لأوقات الأنشطة والأستراحة ومساحات الصفوف الدراسية المستخدمة وقد وضح في خضم حديثه مدى كثافة الوفود المتتالية من جميع دول العالم إلى فنلندا لألقاء نظرة عن كثب على النظام التعليمي المتبع نتيجة لما وصل اليه خريجي النظام الفنلندي من مراكز متقدمة في الامتحانات الدولية.  وفي ختام الأمسية عرض الدكتور الباكر على الحضور عدد من الصور التي تصور الواقع التعليمي في فنلندا وتعكس مدى الحرص على تعليم الطفل منذ الصغر الاعتماد على نفسه في كل مراحل الحياة والأمور اليومية المعتادة والحرص على اكتسابه لمهارات التعاون واكتساب الخبرات العملية والفنية من موسيقى ونحت ورسم. وقد عرض الدكتور الباكر عدد من التوصيات التي يجب على الفرد كمربي أن يضعها في الحسبان عند النظر والبحث في النظم التعليمية في الدول من حول العالم لتبنيها ومحاولة مجاراتها.