+A
A-

نشاط جوي أميركي في ليبيا.. داعش يتمدد جنوباً

قتل الطيران الأميركي ما لا يقل عن 43 مسلحاً من تنظيم داعش في مدن الجنوب الليبي وأصاب عدّة أهداف تابعة لهم، خلال أسبوع، في ضربات جوية نفذتها القيادة الأميركية في إفريقيا ( الأفريكوم)، وكشفت عن وجود قوي لهذا التنظيم المتطرّف، في تلك المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط بليبيا.

ومنذ 19 من سبتمبر، رفعت واشنطن من وتيرة عملياتها داخل ليبيا، ونفذت 4 غارات جوية ضد مواقع وأهداف تابعة لتنظيم داعش جنوب البلاد، هي الأقوى منذ تولي الرئيس دونالد ترمب الرئاسة في يناير 2017، وهي زيادة كبيرة مقارنة بالعمليات السابقة، التي لم يتجاوز فيها التدخل الجوي الأميركي ضد التنظيمات الإرهابية في ليبيا 3 مرات طوال عام كامل.

نشاط داعشي جنوباً

وتعليقاً على هذا النشاط الأميركي المتزايد، رأى الحقوقي والناشط السياسي في الجنوب الليبي طاهر النغنوغي، أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة في ليبيا، استهدفت تجمّعات وتحركات حالية يقوم بها تنظيم داعش بين مدينتي مرزق وسبها لإعادة التموقع، مشيرا إلى أن التنظيم نجح في الفترة الأخيرة في التمركز في مناطق نائية من صحراء البلاد، ووجوده أصبح واضحا حتى للمواطن العادي.

وفي تصريح لـ"العربية.نت"، لم يستبعد النغنوغي ردة فعل انتقامية من داعش بعد الخسائر البشرية التي تكبدها جراء القصف الأميركي الأخير وسقوط عدد من قياداته، لكنه يخشى أن يكون هذا الانتقام داخليا ضد أشخاص أو مناطق بعينها، لافتا إلى أن الضربات الجوية التي تقودها "الأفريكوم" غير كافية للحد من نشاط التنظيم وخطورته داخل الأراضي الليبية، في ظل الانقسام السياسي وغياب حلول واقعية على الأرض.

وفي السياق ذاته، رأى المحلل السياسي الليبي فرج فركاش، أن الإدارة الأميركية استشعرت خطر تجمع داعش من جديد في منطقة الجنوب الليبي، التي وجد فيها ملاذا آمنا، بعد انسحاب قوات الجيش الليبي مباشرة بعد الانتهاء من عملية تطهير الجنوب والتحاقها بمعركة طرابلس، فتدخلت لتعطيل هذا التجمّع وتشتيت وتحجيم هذا التنظيم، عبر قصف جويّ مكثّف ومتتالٍ استهدف معاقله وأبرز عناصره، وذلك بعد حصولها على الضوء الأخضر من حكومة الوفاق.

طائرات أميركية

كما أشار إلى أنّ التدخل الجوّي الأميركي ضد التنظيمات الإرهابية في ليبيا، غير كاف لتطويقها، لأنّ الأمر يحتاج إلى أجهزة أمنية فعلية فاعلة على الأرض تحمي الحدود وتؤمن المدن والأماكن والحقول الحيوية، مضيفا إلى أنّ هذا الهدف بعيد المنال في ظل الصراع الحالي، ولن يتحقق إلا بعد توحيد السلطة التنفيذية والمؤسسات الأمنية تحتها، مؤكداً أنّه ينبغي على الولايات المتحدّة أن تتدخل وتدفع في هذا الاتجاه، لتكون ليبيا قادرة على حماية نفسها بنفسها، وحماية جيرانها ومصالح الدول التي لها علاقات مشتركة معها.

يذكر أن الأفريكوم كانت أعلنت أن تدخلها الجوي في ليبيا يتم بالتنسيق مع حكومة الوفاق الليبية، ويهدف للحدّ من نشاط التنظيمات الإرهابية داخل ليبيا وتصفية إرهابيي داعش وسلبهم القدرة على شنّ هجمات على الشعب الليبي، من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.