+A
A-

AP: هل يتحول الفريق الساعدي إلى أيقونة انتفاضة العراق؟

أثار قرار نقل عبدالوهاب الساعدي، القائد العسكري الرفيع والذي يحظى باحترام شعبي واسع في العراق، الغضب في أوساط الشارع العراقي خصوصا بعد التقارير التي تحدثت عن أن فصيلين تابعين لميليشيات الحشد الشعبي مارسا ضغوطاً على رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، بإيعاز من إيران، مما تسبب بإبعاده من قوات مكافحة الإرهاب ونقله إلى وزارة الدفاع العراقية، وهي القضية التي تابعتها قناتا "العربية" و"الحدث" بشكلٍ مفصل.

المتظاهرون رفعوا صورا للقائد الساعدي، وعبروا عن دعمهم له في إشارة ضمنية إلى أنه بات يمتلك دعما شعبيا كبيرا في هذه الاحتجاجات العفوية.

هذه الفرضية طرحتها وكالة "أسوشيتد برس" Associated Press، في تقرير مطول، حيث وصفت التظاهرات بأنها تحدٍّ غير مسبوق للحكومة الهشة هناك، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الكثير من المتظاهرين أصحاب دوافع اقتصادية ويطالبون بتغيير الحكومة بسبب فشلها في تحسين الخدمات العامة وخلق الوظائف للعاطلين، إلا أن الكثيرين أيضا حملوا ملصقات لقائد شعبي للجيش - قائد مكافحة الإرهاب في العراق الفريق عبدالوهاب الساعدي - الذي أثارت إقالته مؤخراً من منصبه جدلا واسعا هناك، وألقى البعض باللوم فيه على السياسيين الذين تدعمهم إيران في البلاد.

ويضيف التقرير: لقد قام رئيس الوزراء عبدالمهدي بطرده من منصبه الأسبوع الماضي ونقله إلى وزارة الدفاع، وينسب العراقيون إلى حد كبير للساعدي قيادة الحرب ضد تنظيم "داعش"، وبحسب التقرير، عبر الكثيرون عن غضبهم من هذه الخطوة غير المبررة.

قصة الإقالة

وكان مسؤول حكومي عراقي أكد أن قياديين لفصيلين في الحشد الشعبي مارسا ضغوطاً لتنحية قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق عبدالوهاب الساعدي.

وأضاف المسؤول لوكالة "فرانس برس"، طالبا عدم كشف هويته، أن "الفكرة الأساسية هي بإبعاد الساعدي والإتيان بشخصية مقربة من إيران، وبالتالي لن تعود قوات مكافحة الإرهاب عقبة بطريق تلك الفصائل".

وأشارت مصادر عدة إلى أن القرار أثار تساؤلات حول عملية "تطهير" لمسؤولي الأمن الذين يعتبرون مقربين من واشنطن.

وبعيد القرار، دعا ناشطون إلى تنظيم تظاهرات مناهضة له في بغداد والبصرة والموصل، التي لم تزح حتى اليوم الستار عن تمثال للساعدي أقيم بمبادرة من بعض أنصاره في المدينة.

بدوره اعتبر الساعدي، الذي أجرى مقابلات تلفزيونية عدة بعيد تنحيته، أن "القرار مهين ولن أقبل به".

وقال: "لست على استعداد للذهاب إلى الإمرة حتى لو كلفني ذلك حياتي".

واعتبر السياسي العراقي غالب الشابندر أن قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي بخصوص الساعدي هو "آخر طعنة في صدر العراق وبداية للقضاء على الجيش العراقي وتسليمه لقيادات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة".

عقب الإقالة

وبعد نقله إلى وزارة الدفاع، توعد نشطاء بتنظيم تظاهرة كبيرة في العراق احتجاجا على هذا القرار، إلا أن التظاهرات تحولت إلى انتقاضة شعبية واسعة داخل العراق.

وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي قد أعلن عن فرض حظر للتجول في العاصمة بغداد بعد سقوط عدد من القتلى وإصابة مئات آخرين إثر احتجاجات ضد الحكومة، بدأت الثلاثاء وانتشرت في معظم المحافظات العراقية، للمطالبة بمحاسبة الفاسدين ومكافحة البطالة، وصولا إلى رفض تنحية قائد عسكري شعبي.

ويسري حظر التجول بدءا من الساعة الخامسة من صباح الخميس حتى إشعار آخر.

ولجأت القوات الأمنية لإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين، ما رفع عدد القتلى إلى 9 خلال 24 ساعة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس". وفي الناصرية قتل 5 متظاهرين إضافة إلى شرطي، غداة مقتل متظاهر في المدينة التي تبعد 300 كيلومتر جنوب بغداد، بحسب ما أعلن مسؤول محلي، من دون تحديد مصادر النيران.

من جهتها وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الاحتجاجات بالأضخم ضد الفساد، وقالت إن الاحتجاجات العنيفة اندلعت في أنحاء كثيرة من العراق يوم الأربعاء، وتدفق المتظاهرون إلى الشوارع لليوم الثاني على التوالي وهم يشعرون بالسخط من سوء الخدمات العامة والفساد والبطالة.

واستخدم ضباط شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وفي بعض الحالات الذخيرة الحية في الاشتباكات التي هزت أجزاء من بغداد وعدة مدن أخرى، ما أدى لسقوط قتلى وعشرات الجرحى.