+A
A-

سد النهضة.. إثيوبيا تنفي تعنّتها ومستعدة للحوار مجدداً

بعد ساعات من إعلان وزارة الموارد المائية والري المصرية، مساء أمس السبت بوصول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي، نفت الحكومة الإثيوبية ذلك، وأكدت أنها على استعداد لحل أي خلافات ومشاغل معلقة عن طريق التشاور بين البلدان الثلاثة.

وفي سلسلة تغريدات له على صفحته الرسمية على موقع "تويتر"، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أن حكومته تعزز جهودها لإنجاح الحوار الثلاثي، كما تتوقع التزامًا مماثلًا من بلدي المصب مصر والسودان، مشيدا بوزراء شؤون المياه في إثيوبيا والسودان ومصر في جهودهم لمواصلة الحوار الثلاثي حول ملء وتشغيل السد.

وقال إن إثيوبيا تكرر حقوق جميع دول حوض النيل البالغ عددها 11 في استخدام مياه النيل وفقًا لمبادئ الاستخدام العادل وعدم التسبب في أي ضرر جسيم، مما يؤكد حق إثيوبيا في تطوير مواردها المائية لتلبية احتياجات شعبها.

استمرار التفاوض

يأتي ذلك بعد تصريحات أخرى أطلقها سيليشي بيكيلي، وزير الموارد المائية الإثيوبي، أكد خلالها حرص بلاده على استمرار التفاوض بين الدول الثلاثة حول الجوانب الفنية لسد النهضة، والنظر إلى الجوانب الإيجابية من إنشاء السد بالنسبة لإثيوبيا ولكل من السودان ومصر، مشددا على أن الهدف من السد بالنسبة لها يظل ثابتا وهو إنتاج طاقة كهربائية لازمة للتنمية ومحاربة الفقر.

سد النهضة

ونفى وزير الري الإثيوبي في تصريحاته التي ذكرها خلال مؤتمر صحافي عقد في السفارة الإثيوبية بالعاصمة السودانية الخرطوم مساء السبت، ونقلتها وكالة الأنباء السودانية، أن تكون المفاوضات الثلاثية التي جرت بالخرطوم قد وصلت إلى طريق مسدود، مؤكدا أنها ستتواصل باعتبار أن المقترحات التي قدمت تظل قيد الدراسة والتحليل من كل طرف.

مقترح جديد

وقال إن كلا من الدول الثلاث تقدمت بمقترح جديد يعكس وجهة نظرها، والنقاش والدراسة تجري لكل منها دون إلغاء أو إهمال للاتفاقيات والتفاهمات السابقة التي ستلتزم بلاده بها، مشيرا لإعلان المبادئ الذي توصلت إليه القيادات عند اجتماعها بالخرطوم قبل أربع سنوات.

وأكد الوزير الإثيوبي أن بلاده تعتقد بإمكانية التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث، مضيفا أنه لا يوجد في الاتفاقات السابقة ما يفيد أن يكون هناك طرف رابع للمشاركة في تيسير المفاوضات.

طريق مسدود

وكانت مصر قد أعلنت، أمس السبت، وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود.

وقالت وزارة الموارد المائية والري المصرية، إن مفاوضات سد النهضة قد وصلت إلى طريق مسدود نتيجة لتشدد الجانب الإثيوبي، ورفضه كافة الأطروحات التي تراعي مصالح مصر المائية وتتجنب إحداث ضرر جسيم لمصر.

وفي السياق نفسه، صرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مصر، بأن بلاده ترحب بالتصريح الصادر عن البيت الأبيض بشأن المفاوضات الجارية حول سد النهضة، والذي تضمن دعم الولايات المتحدة لمصر والسودان وإثيوبيا في السعي للتوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث.

ورحبت مصر، وفق ما ذكر المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، بمطالبة الولايات المتحدة الأطراف الثلاثة بإبداء حُسن النية للتوصل إلى اتفاق يحافظ على الحق في التنمية الاقتصادية والرخاء وفي الوقت ذاته يحترم بموجبه كل طرف حقوق الطرف الآخر في مياه النيل.

اجتماعات سد النهضة لوزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا

على الجانب الآخر، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء السبت، أنه تابع عن كثب نتائج الاجتماع الثلاثي لوزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا من أجل مناقشة ملف سد النهضة الإثيوبي.

وأضاف في تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أؤكد أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل، ومستمرة في اتخاذ ما يلزم من إجراءات على الصعيد السياسي وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية هذه الحقوق.