+A
A-

"الأهلي المتحد" يضخ دماء شبابية جديدة للتحول الرقمي

- 4 مشروعات "فنتك" مبتكرة في "هاكاثون" مصرفي

- توزيع الموظفين الجدد على مختلف الأقسام لتسريع عملية التحول

- استخدام القنوات الرقمية في تسويق المنتجات

بخطىً متسارعة لا تتوقف، تواصل مجموعة البنك الأهلي المتّحد، مسيرتها الإستراتجية للتحول الرقمي ليكون البنك الرقمي الرائد على مستوى المنطقة، وذلك في سباق مع الزمن، حيث تتصدر التكنولوجيا المالية والمصرفية (الفنتك) واجهة القطاع المصرفي حول العالم.

ولم يدّخر البنك الأهلي المتّحد، أي وقت أو جهد للبدء على الفور في تنفيذ إستراتيجيته الطموحة في التحول الرقمي، والذي تشكل فيه الموارد البشرية والطاقات الوطنية وقوداً لهذا التحول، إذ بدأ البنك خطة لرفد كوادره بتدريب وتوظيف عشرات الموظفين من البحرينيين وغيرهم في الدول التي يعمل فيها، ليشكلوا نواة هذا التحول ضمن ثلاث مسارات تضم رفع تأهيل موظفي البنك الحاليين وتدعيمها بطاقات شبابية جديدة، إلى جانب الاستعانة بشركات الخبرة الخارجية المرموقة.

وشهد يوم الخميس الماضي تخريج الدفعة الأولى من برنامج التدريب والتوظيف الفريد من نوعه، والذي أقامه البنك على مدى الشهور الماضية ضمن خطة طموحة بدأها لرفد أعماله والسوق المحلية بالطاقات الشبابية في مجال تكنولوجيا الخدمات المالية (الفنتك).

وشارك في البرنامج متدربون وموظفون من حديثي التخرج، والذي اختارهم البنك ليشكلوا فريق التحول الرقمي في مختلف أقسامه.

وحمل هؤلاء الشباب ومن بينهم بحرينيين أفكاراً ومشروعات عملوا عليها خلال الأربع شهور الماضية، ضمن فرق عمل مشتركة بين البحرين والكويت، إذ تضمنت هذه المشروعات أفكار لمنتجات وخدمات مصرفية ومالية ثورية تحاكي تطلعات البنك المستقبلية.

وعرضت فرق من المتدربين مشاريع مبتكرة لخدمات مصرفية عصرية، وذلك في ختام البرنامج التدريبي عبر مسابقة "هاكاثون".

وكان من بين المشروعات المشاركة والتي لاقت على استحسان لجنة التحكيم، مشروع مبتكر قدمه شباب بحرينيون حديثو التخرج قائم على استخدام " الخدمات المصرفية المفتوحة" و"خدمات الاستشارة المالية الرقمية"، وهما قطاعين أتاحهما مصرف البحرين المركزي مؤخراً من خلال التشريعات الجديدة، إذ تقوم الفكرة على استخدام الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات من مختلف حسابات الزبائن، ليقوم النظام بتحليل دخل الفرد وبالتالي تقديم ملخص حول حجم التوفير والنصائح لتوفير المال والاستثمار بطريقة آلية ومبتكرة.

كما وشاركت الفرق الأخرى بعدد من المشروعات المالية القائمة على توفير حلول مصرفية تحاكي رغبات العملاء.

وللوقوف على هذه المبادرة المتميزة للبنك الأهلي المتّحد، التقت "البلاد" مع رئيس التحول الرقمي للمجموعة السيد سميح أبو طالب.

واستعرض أبوطالب خطة البنك المتعلقة بتأهيل الكوادر البشرية، من خلال هذه المقابلة:

أطلقت مجموعة البنك الأهلي خلال هذا العام إستراتجية التحول الرقمي، والخطوات متسارعة لتحقيق هذا الانتقال. ماهي خطتكم على صعيد تأهيل الموارد البشرية؟

نسير حالياً في ثلاث مسارات رئيسية لتهيئة الكوادر البشرية للتحول الرقمي، إذ سيكون هناك اعتماد بشكل كبير على الطاقات الحالية في البنك وزيادة كفاءتهم من خلال البرامج التدريبية، إلى جانب ضخ دماء شابة في عمليات البنك في مختلف الأقسام ضمن فريق التحول الرقمي، ليحملوا أفكاراً جديدة مبتكرة، وأخيراً التعاقد مع بيوت الخبرة وشركات الاستشارات الخارجية. ونعمل على دمج هذه العناصر الثلاثة ضمن الكفاءات البشرية، من أجل تطبيق التحول الرقمي.

فكرة برنامج التدريب

حدثنا قليلاً عن البرنامج التدريبي المبتكر الذي قام به البنك الأهلي المتّحد لدعم عملية التحول الرقمي؟

بدأنا بتوظيف وتدريب شباناً من البحرين، جمعيهم من حديثي التخرج، إذ تم تدريبيهم لمدة أربعة أشهر، كما وانضم إليهم أيضاً شبانٌ من الكويت.

فكرة البرنامج تتضمن خطة التحول الرقمي في البنك الأهلي المتّحد، وعلى أكثر من بعد واتجاه، حيث يلعب العنصر البشري دورا هاماً في الخطة، ولذلك كانت المبادرة لرفد البنك بعناصر ودماء جديدة خصوصاً من الشباب، معظمهم من المواطنين، وعلى دراية وإطلاع باحتياجات السوق والزبائن في بلدانهم من خدمات ومنتجات مصرفية.

ويساعد البرنامج التدريبي الذي أطلقه البنك في نفس الوقت، بإزالة أكبر تحدي فيما يتعلق بمواكبة متطلبات الأعمال، فاليوم هناك فجوة بين مخرجات التعليم وبين متطلبات المؤسسات، ومن خلال هذه البرنامج عملنا على جسر الهوة من خلال تدريب المشاركين من خلال هذا البرنامج على رأس العمل، بالإضافة إلى تقديم البنك الخبرات للمشاركين وذلك في مجال "الفنتك" وتصميم المنتجات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة وغيرها من الأمور التي تزيد من الثقافة العامة في هذه الموضوعات، وبالتالي المساهمة في تعزيز الوعي بهذا الجانب في السوق المالي بمملكة البحرين.

بعد نهاية هذا البرنامج أين سيتم توجيه الموظفين الجدد، وهل سيتم تطبيق المشروعات والدراسات لتكون ضمن منتجات "الفنتك" التي سيقدمها البنك؟

نأمل أن يكون هذا البرنامج بداية رحلة العمل الجدية داخل البنك، للموظفين سواء كانوا في البحرين أو الكويت، حيث سيتم توزيعهم على مشاريع لها علاقة بالتحول الرقمي، وهذه المشروعات ستكون جزءً من إستراتجية التحول الرقمي لكل المجموعة كاملة.

مثلاً، من الأفكار التي طرحها المتدربون موضوع يتعلق بخدمات التجزئة، إذ سيعمل هؤلاء الموظفين على نفس المشروع مع قسم التجزئة، كما أن هناك أفكاراً في الفروع الرقمية، وتحليل نظم المعلومات، إذ سيلتحق المتدربين بمختلف أقسام البنك لتطبيق هذه الأفكار وابتكار مشروعات جديدة.

 سيشكل هؤلاء النواة لبناء دائرة التحول الرقمي، والبنك يملك لديه علاقات مع شركات عالمية إلى جانب الموظفين الحاليين للبنك، ولا نبالي أن يكون هناك احتكاك مع العناصر المحلية الجديدة لكي تكتسب خبرة عالمية.

مشروعات مبتكرة

متى ستبصر هذه المشروعات والدراسات التي قام بها المتدربون النور؟

هدفنا، هو تحويل هذه الدراسات إلى تطبيقات، ربما تكون هناك بعض التعديلات لكي تتحول إلى منتج مصرفي يطرح في السوق، إذ أن طرح أي منتج يعرضه البنك ينبغي أن يحظى بموافقة الدوائر الداخلية للتأكد من أنها ستكون خدمة فعالة ومفيدة  للزبائن، إلى جانب توفر أعلى مستويات الأمان، كما يجب أن تحظى بموافقة الجهات الرقابية ومصرف البحرين المركزي.

هل سيقوم البنك بتوسيع التجربة، واختيار مجموعة جديدة من حديثي التخرج لتدريبيهم وتعيينهم ضمن خطة التحول الرقمي؟

نعم، البنك بصدد اختيار مجموعة جديدة من حديثي التخرج سواء من البحرين أو الكويت أو مصر، من أجل تطوير العنصر البشري.

توقعاتنا أن يكون العدد في ازدياد، نأمل أن يتم تخريج العشرات من الشباب في هذا البرنامج، كما يهمنا نوعية المشاركين، إذ يتم إخضاعهم لاختبارات مختلفة للمهارات والقدرات من أجل اختيارهم، إذ نركز على اختيار الأفضل والأجدر، كما أن المتقدمين الذين لم يحالفهم الحظ سيتم حفظ بياناتهم في قسم الموارد البشرية من أجل الاستفادة منهم في شواغر بالبنك.

لقد كنت ضمن فريق التحكيم الذي استعرض مشاريع المتدربين والموظفين الجدد في البنك ضمن الفريق الرقمي، ما الذي لفت انتباهك في المشاريع المعروضة؟

كانت هناك 4 مشروعات مبتكرة عرضتها الفرق المشاركة في ختام البرنامج التدريبي، وما يثير الإعجاب في هؤلاء الشباب أنهم ركزوا جهودهم  لتذليل الصعوبات وحل المشكلات وخلق التجربة المرضية لعملاء البنك. فالمشاركون بحثوا عن الحلول سواء بتعديل إجراءات البنك الداخلية أو تعديل السياسات أو عبر استخدام التكنولوجيا.

 كان هناك قدرة كبيرة على تحليل المشكلة والتأثير على العميل إيجابياَ والحفاظ على ولائه من خلال منحه خدمة جيدة.

ووضع المشاركون أنفسهم مكان العميل، أي أن تصميم المنتج أو الخدمة راعى بشكل كبير احتياجات عملاء البنك، فمعرفة العميل أساس لمعرفة الخدمة المناسبة.

الدعم الرسمي

كيف تقيم الدعم الرسمي لهذه البرامج التدريبية والتحول الرقمي في القطاع المصرفي؟

نرى دعما متواصلاً من مختلف الجهات الرسمية، إذ أن هناك تشريعات تصدرها الحكومة الرشيدة ومصرف البحرين المركزي، والتي تهدف إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد خالٍ من المعاملات النقدية التقليدية، من خلال الاعتماد على الحلول والتطبيقات المالية المبتكرة والرقمية، وهو ما يسهل المعاملات المصرفية في البحرين.

إن البنك الأهلي المتحد على يقين تام بأهمية دعم جهود المصرف المركزي والحكومة، إذ يتسق هذا البرنامج التدريبي مع خطط البحرين بتطوير العنصر البشري، وجعل المملكة مركزا لتقنية الخدمات المالية.

في الختام، هل هناك مشروعات جديدة في مجال الخدمات المالية؟

نعمل على طرح منتجات وخدمات جديدة مبتكرة، هدفنا هو الحفاظ على إرضاء عملائنا، ومجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لا يتوانون عن تقديم كافة الخدمات بطريقة سلسة وآمنه وسهله للعميل، هناك تحسين مستمر على الخدمات.