عمل البريد منذُ قديم الزمان وليومنا هذا على نقل الرسائل والمواد الملموسة وتوزيعها وتسليمها لأصحابها من الأفراد والمؤسسات، وتتولى الدولة إدارة البريد بجانب وجود قطاع خاص يشتغل بوظيفة البريد، وتطورت خدمات البريد إلى خدمات الادخار ونقل الأموال والكثير من السلع تنقل إلى المشترين عبر البريد.

كما يقوم البريد بنقل أوامر الدول وتسهيل أعمال الحكومة بجانب دوره الاجتماعي في تحقيق التواصل بين الأفراد. ولأهمية البريد ودوره في التواصل بين الشعوب تم تحديد يوم 9 أكتوبر يومًا عالميًا للبريد وهو يوم تأسيس الاتحاد البريدي العالمي في 1874م، ويتم الاحتفال به بطرق مختلفة وأنشطة متنوعة.

وفي القديم كان هناك البريد التقليدي الذي لا يزال مشتغلًا في عدد من الدول في وقت كانت الرسالة الورقية وسيلة للتواصل الاجتماعي بين الناس في جميع المناسبات، ومع وجوده لم تعد له نفس الأهمية والمكانة، وأصبح حاضرًا غير ملائم لمواكبة تطورات العهد الإلكتروني، وعلى إثره غابت وظيفة “البوسطجي” الذي ينقل إلى الناس الرسائل، كما لم يعد للصندوق الأحمر وجود أو وظيفة.

ويعود تاريخ البريد في البحرين إلى 1884م مع افتتاح أول مكتب بريد في المنامة في 1 أغسطس 1884م وفي 1946م تم افتتاح بريد المحرق، وقد أدارت مكتب بريد المنامة الحكومة الباكستانية في 1947م ثم تولى إدارته مكتب بريد إنجلترا 1948م، وكانت تستعمل طوابع موشحة باسم الهند البريطانية في البحرين من 1933م ــ 1947م. ومن 1948م ــ 1960م استخدمت البحرين طوابع بريطانية موشحة باسم البحرين.

في 1960م صدرت طوابع تحمل صورة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين، في 1964م صدرت طوابع عليها صورة المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة.

واستلمت البحرين مكتب بريدها من بريطانيا في 1 يناير 1966م، وأصبحت البحرين عضوًا في المنظمة العربية البريدية في 1968م، وعضوًا في الاتحاد البريدي العالمي 1973م، وعضوًا مؤسسًا في هيئة بريد الخليج العربي في 1977م.

وفي 2002م تم إصدار طوابع وشحت باسم مملكة البحرين، وتلت ذلك الكثير من التطورات على بريد البحرين كإطلاقه تحت شعار وعلامة تجارية جديدة في 2005م. وأثناء الحرب العربية الصهيونية في أكتوبر 1973م فرضت البحرين ضريبة بمبلغ (5 فلوس) تضاف إلى قيمة الطابع باسم المجهود الحربي لصالح اللاجئين الفلسطينيين. ويحتضن مكتب بريد المنامة اليوم متحفًا يوثق تاريخ الخدمات البريدية في البحرين وتوجد جمعية بحرينية لهواة الطوابع.