يفتتح سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه اليوم الأحد، دور الانعقاد السنوي العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، وشخصيا أنظر إلى حراك السادة النواب في هذا الفصل بكثير من التفاؤل الذي لا يصح إلا إذا توجهنا إلى أنفسنا بالنقد الإيجابي، وحاولنا أن نطوي المراحل لتخطي ما لم نقدر على القيام به أثناء الفصل السابق، فيفترض من السادة النواب أنهم عرفوا الخطأ والصواب وينبغي تحقيق مستوى أفضل في الأداء وتقديم خدمة أكثر جودة وإتقانا للمواطن الذي ينتظر الكثير من مجلس النواب، مجلس يقترب أكثر من هموم المواطن ومشاكله ويلبي احتياجاته ورغباته وأن تكون هناك علاقة ود وثقة بين الطرفين.

على السادة النواب أن يكونوا أكثر جرأة وصراحة وروح الاقتحام والمبادرة في المواجهة واتخاذ مواقف شجاعة حيال مختلف القضايا التي تهم المواطن، والابتعاد عن المهاترات الشخصية والتراشق بالكلمات الذي لا يقدم ولا يؤخر، ومن المهم أيضا تجنيد كل الطاقات والالتزام الواعي بالدفاع عن المواطن من حيث الطريقة والمدة الزمنية، وأن يكون العمل على نحو أكبر وأعمق من أي وقت مضى.

لقد وجد مجلس النواب من أجل صالح الوطن والمواطن والفكر المستنير وحده القادر على قيادة العمل الوطني وتوجيهه، والنائب الحقيقي هو الذي يستطيع التعبير عن تطلعات المواطنين في شتى المجالات، أما النائب السلبي فلا يخفى على أي مراقب مدى ضعفه وإفلاسه، وللأسف ظهرت لنا أسماء في الآونة الأخيرة بأشكال مأساوية في وسائل التواصل الاجتماعي عبر مواقف ومواضيع لا يمكن أن تصدر من ممثل عن الشعب.

كما على السادة النواب تذكر أن المنطقة تمر بظروف بالغة الصعوبة ومتغيرات إقليمية وعالمية غير مسبوقة، وهو ما يتطلب القيام بجهود غير عادية وقياس الأحوال والتقلبات بعين ثاقبة تماما مثل المعادلة الحسابية، نريد تشريعات وتوصيات واقتراحات ومشاركة بأفكار بناءة من أجل المواطن وحماية المكتسبات الوطنية.