+A
A-

سكب الزيوت في مياه الصرف الصحي يخلف مشاكل صحية وبيئية

أكد مدير إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني المهندس شوقي المنديل بأن تكدس الزيوت في شبكات الصرف الصحي يؤثر بشكل كبير على وظيفة هذه الشبكات، ومن ثَم يعطل الهدف الذي أنشئت من أجله.

وأوضح مدير إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي أنه إدراكا من الوزارة بضرورة تكثيف الجهود التوعوية والإعلامية بشأن التصرفات الخاطئة التي تُرتكب بسكب الزيوت في فتحات الصرف الصحي وغرف التفتيش، فإنها تعاود فتح ملف سكب الزيوت في مياه الصرف الصحي الذي يؤدي إلى مشاكل وخيمة صحية وبيئية بسبب تأثيرها على أداء وتشغيل شبكات الصرف الصحي، وتهيب بالمواطنين ضرورة الالتزام بالإرشادات اللازمة للحفاظ على أداء الشبكة واستدامتها كونها إحدى الممتلكات العامة للدولة التي تخدم نطاقا مجتمعيا كبيرا في المدن والمناطق.

ونوه المهندس شوقي المنديل إلى أن نظام الصرف الصحي يرتبط بالصحة البيئية، فالهدف الرئيس لنظام الصرف الصحي هو حماية وتعزيز صحة الإنسان من خلال توفير بيئة نظيفة، وهذا لا يتم إلا بالمحافظة على شبكات الصرف الصحي واستدامتها، مشيراً إلى أن قطاع الصرف الصحي يعمل على إنشاء شبكات صرف صحي في مختلف محافظات المملكة لتلبية احتياجات المواطنين بالدرجة الأولى، وتوفير بيئة صحية سليمة، وتقديم أفضل خدمات الصرف الصحي إليهم.

وذكر مدير إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي بأن مشكلة سكب الزيوت في شبكات الصرف الصحي تبرز لأن الزيوت ببساطة تتجمد في فترة قصيرة وتشكل كتلة من الدهون الصلبة تعلق بها العديد من الأوساخ، ولذلك تتسبب في انسدادات في مياه الصرف الصحي تؤثر على قدرة وأداء محطة الصرف الصحي التشغيلية على نزح مياه الصرف الصحي في دورات المياه، مما يؤدي إلى ارتداد مياه الصرف الصحي داخل المنازل، وينجم عنها مشاكل بيئية وصحية تؤثر على صحة المواطن.

وقال منديل أن المشكلة برزت من خلال عدد البلاغات التي رُصدت في مركز التحكم والبلاغات التابع لقطاع الصرف الصحي، إذ تبيّن أن المشاكل تتكرر في محطتي الضخ A6E  و A6D بمنطقة المنامة  ( مجمع 302) ، حيث بلغت عدد البلاغات 412 بلاغاً خلال الثمانية أشهر الماضية وذلك بسبب كمية الدهون الكبيرة التي تُصرّف في المحطة، وتبيّن كذلك تأثر شبكة الصرف الصحي في مجمع 318 بمنطقة الحورة، وكذلك مجمع 205 بالمحرق الذي تعرض إلى انسدادات، مما أثر سلبا على شبكة الصرف الصحي في المناطق المذكورة، إذ تعد هذه المناطق هي الأكثر تضررا.

كما لوحظ ترابط مطرد بين المشاكل التي تعاني منها المحطات ذات العلاقة المباشرة بمشاكل الصرف الصحي، وأن تكرارها يؤثر بشكل سلبي على كفاءة المحطات وعملها.

وحول عدد البلاغات التي تم معالجتها، أشار المهندس شوقي المنديل إلى أنها بلغت 12437 خلال التسعة أشهر الماضية.

وبين مدير إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي أن المشكلة تتضح مع تزايد المطاعم في المنطقة، فانسدادات شبكات الصرف الصحي واقع تعاني منه المناطق ذات الصبغة التجارية والسياحية التي تضم الفنادق والمطاعم، لذا تُلزم المطاعم والكراجات باشتراطات قطاع الصرف الصحي بتركيب مصيدة للدهون (Grease Trap) وتنظيفها بشكل دوري؛ لتفادي انتقال الدهون لشبكة الصرف الصحي العامة.

وفيما يتعلق بمصيدة الزيوت والشحوم، أوضح المنديل بأنها عبارة عن غرفة تفتيش ذات مواصفات خاصة تنشأ داخل موقع النشاط وتستقطب فقط مياه الصرف الصحي الناتجة عن ممارسة النشاط (المياه القادمة من المغاسل، المصافي الأرضية، غسيل السيارات) عبر شبكة منفصلة عن ذلك الخط الذي ينقل مياه الصرف، ووظيفتها الأساسية فصل ومنع تصريف الزيوت والشحوم إلى شبكة الصرف الصحي للتخلص منها بطريقة آمنة وسليمة.

وأكد بأن أهمية (مصيدة الشحوم) تكمن في أنها لا تقل أهمية عن أي جهاز آخر، لأنها تجنب مشكلات كثيرة، منها الانسداد الناجم عن تجمع الشوائب والزيوت في شبكة الصرف الصحي الداخلية للعقارات، وكذلك هي تحمي الشبكة العامة من مشكلات الانسداد والتلف، لذلك أصبحت اليوم مصيدة الشحوم تفرض وجودها على جميع المرافق التي تكون مصدرا للزيوت في شبكات الصرف الصحي، كالمطابخ والمطاعم والفنادق، والمستشفيات والمجمعات السكنية، ومحلات بيع الأسماك والدواجن، ومراكز خدمات السيارات وغيرها.

وقد تستغرق عملية تنظيف غرف التفتيش وقتا طويلا خصوصا مع ازدياد تكتل الدهون وصلابتها، وتستخدم وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني معدات خاصة لتنظيف وتسليك أنابيب الصرف الصحي وتستخدم موادا خاصة لإذابة الدهون، وفي الأمور المستعصية تستعين الوزارة بصهاريج خاصة لتنظيف شبكات الصرف الصحي.

من ناحية أخرى أشار مدير إدارة تشغيل وصيانة الصرف الصحي إلى أنه قد تمت ملاحظة بعض التصرفات الخاطئة من قبل بعض الأفراد والتي تسهم بارتداد مياه الصرف الصحي داخل المنازل، إذ يقوم بعض الأفراد بسكب الزيوت في مياه الصرف الصحي وهو ما يسبب تعطيل محطات الضخ، بالإضافة إلى التأثير بشكل مباشر على أداء غرف التفتيش في المنازل أو القريبة من المنازل، لذلك لابد أن يعي المواطن أخطار هذا السلوك الخاطئ الذي لا يؤدي إلى تصريف الدهون والتخلص منها، بل تظل عالقة وتتصلب لتسد الأنابيب والمجاري، لذلك لابد للمواطنين من تجميع الدهون والتخلص منها في القمامة الصلبة.

أما المخالفون فيُضبطون من خلال كثرة بلاغات الانسدادات بالمنطقة ذاتها، ويكون سببها الدهون التي تعمل على منع تدفق المياه بسلاسة مما يؤدي إلى حدوث الفيضانات والطفح في المنطقة، وبعد تتبع سبب المشكلة وتقصي مصدرها يُشعر المتسبب بتصحيح وضعه لضمان عدم تكرار المشكلة، وإرسال نسخة من الإشعار إلى المجلس البلدي للمنطقة، وفي حال ما إذا تم تكرار المخالفات يتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفون والمتمثلة في غلق توصيلة الصرف الصحي الخاصة بالجهة المخالفة .

وتهيب وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ضرورة إبلاغ مفتشي الصحة العامة عن المناطق التي بها انسدادات، خصوصا بالقرب من المطاعم، لتكون لها الأولوية في العلاج والصيانة، وذلك مباشرة عبر مركز البلاغات الخط الساخن رقم 80001810.