+A
A-

شبح "الداعشيات" يطل.. هجمة تركيا أحيت آمالهن

على مدى الأيام القليلة الماضية، ومنذ شنت تركيا عمليتها العسكرية شمال سوريا، عادت مسألة الدواعش إلى الواجهة من جديد، بعد أن شهدت عدة مخيمات في سوريا "حراكا" أحيته الضربات التركية.

وعلى الرغم من الإعلان عن اتفاق بين أنقرة وواشنطن الخميس، بشأن وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام شمال سوريا، إلا أن مسألة الدواعش لا تزال تؤرق العديد من الدول الغربية، لا سيما بعد إعلان التنظيم الخميس أنه حرر "داعشيات" من مخيمات في سوريا.

وتشكل المخيمات التي يعيش فيها الآلاف من زوجات مقاتلي التنظيم المتطرّف، مصدر قلق وتهدي لقوات سوريا الديمقراطية وللبلدان الغربية، وفي مقدمتها فرنسا التي زار وزير خارجيتها الخميس العراق من أجل بحث ملف الدواعش المعتقلين.

وعلى رغم أن "الإدارة الذاتية" الكردية قد أجلت الآلاف من مخيم عين عيسى الواقع في ريف الرقة الشمالي، إلا أن "داعشيات" تمكنّ من الفرار منه بعد أيامٍ من الهجوم التركي على المنطقة.

وقال صحافيون من المنطقة إن "المئات من الداعشيات تمكّن من الهروب من المخيم بتغطية من سلاح الجو التركي".

وأضافت صحافية من بينهم لـ "العربية.نت" أن "عملية فرار الداعشيات مع أطفالهن تزامنت مع تسلسل جماعاتٍ موالية لأنقرة من مدينة تل أبيض إلى أطراف بلدة عين عيسى".

وتتقاطع رواية الصحافية مع مسؤولين أمنيين في "قوى الأمن الداخلي" المعروفة بالكردية بـ "الآسايش".

وقال مسؤول في الأمن الداخلي لـ "العربية.نت": "ليس لدينا إحصائيات دقيقة بعدد الداعشيات اللواتي هربن من مخيم عيسى، لكن بعضهن توجّهن إلى تل أبيض بعد تسلل مسلحين موالين لأنقرة إلى المنطقة". وأضاف أن "أعداد الهاربات قد يصل إلى نحو ألف مع أطفالهن".

لكن موظفاً إدارياً في مخيم عيسى قال إن "عدد الهاربات مع أطفالهن تحديداً هو 895 شخصاً". وأضاف الموظف لـ"العربية.نت" أن "أولئك ينحدرن من 50 جنسية أجنبية أوروبية وعربية".

كما أوضح أنهن "ينقسمن إلى ثلاث مجموعات"، موضحاً أن "المجموعة الأولى مضت باتجاه الحدود التركية، والثانية لا نعرف إلى أين توجهت، والثالثة هي التي تمكنت قوى الأمن الداخلي من إلقاء القبض على بعض أفرادهن".

وحذّر الموظف من أن "هروب الداعشيات يهدد أمن المنطقة واستقرارها خاصة مع وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش".

وبحسب الموظف الإداري، فإن مخيم عين عيسى "بات فارغاً" بعد إجلاء الداعشيات اللواتي لم يتمكن من الهروب، إلى مخيماتٍ أخرى في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية".

وجرّاء الهجوم التركي، علّقت غالبية المنظمات الإنسانية الدولية عملها في ثلاث مخيماتٍ يعيش فيها داعشيات مع أطفالهن إلى جانب نازحين سوريين وعراقيين. وهذه المخيمات بقي منها اثنان وهما مخيم الهول الواقع بريف الحسكة ومخيم آخر يقع بريف المالكية على المثلث الحدودي السوري العراقي التركي.

وقالت كلستان أوسو وهي موظفة في "مكتب الرئاسة المشتركة لشؤون النازحين" في "الإدارة الذاتية" إن "هناك 10500 داعشية مع أطفالها في مخيم الهول، بينما هناك 1500 مع أطفالهن في مخيم آخر بريف المالكية في محافظة الحسكة".

وأضافت لـ "العربية.نت": "البعض منهن حاولن الهرب أكثر من مرة منذ بدء الهجوم التركي، لكن تمت السيطرة على هذا الوضع". وتابعت أن "كل المنظمات الدولية أوقفت أنشطتها في هذه المخيمات، وهناك فقط بعض الجمعيات المحلية التي لازالت تعمل".

وأعلنت باريس الأسبوع الماضي عن فرار 9 داعشياتٍ فرنسيات من مخيم يخضع لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية".

وحذّر المجتمع الدولي، أنقرة من أن هجومها العسكري على المقاتلين الأكراد شرق الفرات منذ التاسع من تشرين الأول/اكتوبر الجاري، سيمهد لعودة تنظيم "داعش" مرة أخرى خاصة مع وجود آلاف الجهاديات في هذه المخيمات إلى جانب أزواجهن المعتقلين في سجون "الإدارة الذاتية".