+A
A-

زعيم الجمهوريين يحذر من عقيدة أوباما ويدعو للعودة لسوريا

حذر زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش مكونيل من عقيدة (الرئيس السابق باراك) أوباما، والتي تنص على سحب نفوذ أميركا من العالم وترك القيادة، مشيرا إلى أن الخطر الآن هو أن معظم مرشحي الحزب الديمقراطي يعتنقون هذه العقيدة الخطيرة على أمن الولايات المتحدة الأميركية، داعيا إلى إعادة الجنود الأميركيين إلى سوريا قبل فوات الأوان.

وتفصيلا، قال ميتش ماكانويل في مقال له في "واشنطن بوست"، إن انسحاب القوات الأميركية من سوريا هو خطأ استراتيجي خطير، وسيترك الشعب الأميركي والوطن أقل أمانًا، ويشجع أعداءنا، ويضعف التحالفات المهمة.

خطأ استراتيجي خطير

وأضاف للأسف، فإن الانسحاب الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا يخاطر بتكرار انسحاب إدارة أوباما المتهور من العراق، الأمر الذي سهل بظهور داعش. وأشار إلى أنه منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية، عمل مع ثلاث إدارات أميركية لمحاربة الإرهاب.

وقال ماكانويل: "لقد استخلصت ثلاثة دروس أساسية حول مكافحة هذا التهديد المعقد. الدرس الأول هو أن التهديد الإرهابي حقيقي ولا يمكن التخلص منه. فهؤلاء المتطرفون يهددون المصالح الأميركية، وإذا سمح لهم بإعادة تجميع صفوفهم وإنشاء ملاذ آمن، فإنهم سيهاجمون بلادنا".

وتابع: "الدرس الثاني، لا يوجد بديل للقيادة الأميركية. لا يمكن لأي دولة أخرى أن تضاهي قدرتنا على قيادة حملات متعددة الجنسيات يمكنها هزيمة الإرهابيين والمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة. إن كارثة ليبيا وسوريا هي نتائج دامية لـ"القيادة الأميركية من الخلف" لإدارة أوباما.

وقال: "هذه الحقيقة تمتد إلى ما هو أبعد من مكافحة الإرهاب. وإذا كنا نحن الأميركيين مهتمين بالنظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية الذي حافظ على حقبة غير مسبوقة من السلام والازدهار والتطور التكنولوجي، يجب أن ندرك أننا وأمتنا التي لا غنى عنها قد بنينا هذا النظام، وحافظنا عليه، واستفدنا منه أكثر من أي أمة أخرى. وعندما نتخلى عن هذه القيادة يمكننا أن نتأكد من إقامة نظام عالمي جديد، وليس بشروط مناسبة لنا".

سوريا كانت نموذجاً

وأوضح أن "الدرس الثالث، هو أننا لسنا في هذه المعركة وحدنا. ففي السنوات الأخيرة، نفذت القوات المحلية بمساعدة أميركية حملات ضد داعش وحركة طالبان، في العراق وسوريا وأفغانستان. لقد ساهمت الولايات المتحدة بشكل أساسي بقدرات محدودة ومتخصصة مكنت شركاءنا المحليين من النجاح. ومن المفارقات أن سوريا كانت نموذجاً لهذا النهج الناجح بشكل متزايد. وهنا أحذر من خسارة هذه المكاسب بعد الانسحاب من سوريا".

ودعا مكونيل إلى "تحرك عاجل في الكونغرس لفرض هذه المبادئ على أي إدارة أميركية قادمة، سيكون لدى أعضاء مجلس الشيوخ الفرصة لمناقشة مصالحنا واستراتيجيتنا في الشرق الأوسط. لقد أيدت أغلبية من الحزبين تضم 70 عضواً في مجلس الشيوخ تعديلاً كتبته للتأكيد على هذه المبادئ".

وتابع: "لقد أوضحت معارضتنا للانسحاب الأميركي من سوريا أو أفغانستان قبل أوانه، وأكدت على الحاجة إلى قيادة أميركية مستمرة لمحاربة الإرهابيين، وقمت بالحث على مواصلة العمل إلى جانب الحلفاء والقوات المحلية".

تحذير من العقيدة الأوبامية

وحذر مكونيل من العقيدة الأوبامية قائلا: "لقد شعرت بالإحباط لأن ما يقرب من جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذين يترشحون للرئاسة وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر عارضوا التعديل، ومع ذلك كان الموقف المتفق عليه لجميع الجمهوريين تقريبًا وعدد من الديمقراطيين مشجعًا. لسوء الحظ، فإن الخطوات الأخيرة للإدارة في سوريا لا تعكس هذه الدروس المهمة".

إعادة القوات الأميركية

ولفت إلى أن "انسحاب الولايات المتحدة وتصاعد الأعمال القتالية التركية الكردية يخلق كابوسا استراتيجيا لبلادنا. إن أحداث الأسبوع الماضي قد أعاقت حملة الولايات المتحدة ضد داعش. ما لم يتم إيقاف سحب الجنود، فإن انسحابنا سيدعو نظام الأسد الوحشي في سوريا وداعميه الإيرانيين إلى توسيع نفوذهم. كما أننا نتجاهل الجهود التي تبذلها روسيا للاستفادة من موقعها المهيمن بشكل متزايد في سوريا لتجميع القوة والنفوذ في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه".

وأردف قائلا: "كما هو متوقع، يبدو أن خصومنا يستمتعون بهذه التطورات. إن سلسلة ردود الفعل الجيوسياسية الناتجة تم تلخيصها تمامًا بواسطة شريط فيديو على الإنترنت يظهر وفقًا للتقارير صحافيًا روسياً مبتسماً يتجول في قاعدة عسكرية أميركية مهجورة في شمال سوريا. في الحقيقة هذه كارثة استراتيجية".

وتابع: "يجب أن نسترشد بمصالحنا الوطنية وليس العواطف. علينا تهيئة الظروف لإعادة إدخال القوات الأميركية وسحب تركيا بعيداً عن روسيا والعودة إلى حظيرة الناتو. كما يجب أن نحافظ على وجود عسكري في سوريا والعراق، للضغط على إرهابيي داعش وردع العدوان الإيراني وتوسيع نفوذ شركائنا المحليين وإعطائهم المزيد من التأثير للتفاوض مع (رئيس النظام السوري) بشار الأسد لإنهاء الصراع الأساسي. كما يتحتم على الكونغرس أخيرًا أن يقر قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا ليحمل النظام مسؤولية أعماله الوحشية".

التحذير من الانسحاب من أفغانستان

وختم قائلا: "أياً كان ما يحدث في سوريا، فإن هذا الموقف يجب أن يكون دافعًا لأميركا لمنع الانسحاب من أفغانستان قبل انتهاء المهمة. يجب أن نلتزم مع شركائنا الأفغان بذلك وهم يقومون بالجهود الثقيلة للدفاع عن بلادهم وحرياتهم من القاعدة وطالبان. لقد ضحت الولايات المتحدة بالكثير في حملات دامت عدة سنوات لهزيمة تنظيم القاعدة وداعش وتحقيق الاستقرار في النزاعات التي تعزز التطرف، لكن في حين أن الإرادة السياسية لمواصلة هذا العمل الشاق قد تتضاءل، فإن التهديدات الأمنية التي تواجه أمتنا تتضاعف".

وقال: "لقد رأينا كارثة إنسانية وإرهابية بعد أن تركنا أفغانستان في التسعينيات، مما أرسى الأسس لأحداث 11 سبتمبر. لقد رأينا تنظيم داعش يزدهر في العراق بعد انسحاب الرئيس باراك أوباما. سنرى هذه الأشياء من جديد في سوريا وأفغانستان إذا تخلينا عن شركائنا وتراجعنا عن هذه الصراعات قبل أن يتم الفوز بها. لن تكون حروب أميركا "بلا نهاية" إلا إذا رفضت أميركا الفوز بها".