+A
A-

هل يسحب ترمب 200 ألف جندي أميركي ينتشرون حول العالم؟

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times الأميركية عن تواجد أكثر من 200 ألف جندي أميركي حول العالم، وهو الأمر الذي يشكل تحدياً ضخماً على الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، والذي تعهد بجلب القوات الأميركية إلى داخل الولايات المتحدة.

واعتبرت الصحيفة أن قيادة أميركا للعالم تفرض عليها نشر قوات في دول متعددة لفرض السلم ومكافحة الإرهاب حول العالم.

وتقول الصحيفة: لقد وعد الرئيس ترمب مراراً وتكراراً بإنهاء ما سمَّاه "الحروب التي لا نهاية لها" والوفاء بالوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية.

ومع ذلك، لم تنتهِ الحروب، وانتشرت قوات في الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة أكثر مما عادت إلى الوطن. كما أن بعض القوات تنتقل من صراع إلى آخر، وفقاً للصراعات المنتشرة حول العالم.

وأضاف التقرير، ما زال عشرات الآلاف من القوات الأميركية منتشرين في جميع أنحاء العالم، بعضهم في مناطق الحرب مثل الصومال وأفغانستان والعراق وحتى سوريا، كما تحتفظ الولايات المتحدة بمزيد من القوات في الخارج في مهمات وراثية كبيرة بعيدة عن الحروب التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، خصوصاً تواجد هذه القوات في أراضي الحلفاء مثل ألمانيا وكوريا الجنوبية واليابان.

وعلى الرغم من أن أعداد النشر تتقلب يومياً، بناءً على احتياجات القادة والمهام المتغيرة وقدرة الجيش على نقل أعداد كبيرة من الأفراد بواسطة طائرات النقل والسفن الحربية، فإن التقديرات التقريبية تشير إلى نشر 200 ألف جندي في الخارج اليوم.

أفغانستان: من 12 إلى 13 ألف جندي

ففي أفغانستان وفي أوج الحرب، في عامي 2010 و2011، كان هناك أكثر من 100 ألف جندي. وعندما تولى ترمب منصبه، كان هذا العدد يحوم حول 10 آلاف جندي. وأضافت استراتيجية جديدة، تم الإعلان عنها في أغسطس 2017، آلافاً أخرى.

وظل الرئيس ترمب يشتكي منذ مدة طويلة من النزاع الذي استمر 18 عامًا، ويريد سحب القوات من هذا البلد، حيث يخشى البنتاغون من أن هذه الأعداد قد يتم سحبها في غضون لحظة وبتغريدة واحدة.

وقال مسؤولون أميركيون وأفغان إن حجم القوة الأميركية في نهاية المطاف قد ينخفض إلى 8600 - وهو ما يمثل التخفيض الأولي المتوخى في مسودة اتفاق مع طالبان قبل أن يوقف ترمب محادثات السلام الشهر الماضي.

وبدلاً من الانسحاب الرسمي، فإن البنتاغون يقوم بتخفيض القوة من خلال عملية تدريجية عن طريق عدم استبدال عناصر القوات أثناء عودتهم.

سوريا: حوالي 200 جندي

وفي سوريا ارتفع عدد جنود العمليات الخاصة في أواخر عام 2015 إلى أكثر من 2000 جندي في عام 2017 عندما كانت القوات الأميركية والمقاتلون المحليون الأكراد والعرب، المعروفون باسم قوات سوريا الديمقراطية، يقاتلون "داعش" في الرقة، عاصمتها الفعلية.

وفي ديسمبر 2018، وقبل انهيار خلافة "داعش" المزعومة، التي أعلنها التنظيم، أصدر ترمب أوامره بسحب جميع القوات الأميركية من البلاد.
وضغط البنتاغون لدعم خطة لسحب ما يقرب من 1000 جندي مع إبقاء البقية منتشرة عبر الزاوية الشمالية الشرقية للبلاد.

لكن في الأسابيع الأخيرة، أمر ترمب تلك القوات المتبقية بالخروج، تاركاً مفرزة صغيرة من حوالي 200 جندي في جنوب سوريا - في موقع صغير على الحدود الأردنية. ويقال أيضاً إن ترمب يؤيد ترك حوالي 200 من القوات الخاصة في شرق سوريا للمساعدة في محاربة مقاتلي "داعش" ومنع قوات الحكومة السورية ومستشاريهم الروس من الاستيلاء على العديد من حقول النفط المرغوبة في الشرق.

لكن القوات الأخرى التي غادرت شمال سوريا في الأيام القليلة الماضية لم تعد إلى الولايات المتحدة، كما قال ترمب إنهم موجودون الآن في غرب العراق.

العراق: حوالي 6000

الحرب التي بدأت كعملية لتحرير العراق واستمرت من 2003 إلى 2011 بلغت ذروتها بتواجد حوالي 150 ألف جندي. لم يبقَ سوى مفرزة صغيرة عندما غادرت القوات الأميركية بالكامل في عام 2011.

وفي عام 2014، عاد تنظيم "داعش" وطرد الجيش العراقي من الموصل، التي كانت ثاني أكبر مدينة في البلاد، وضغط جنوباً على أطراف بغداد العاصمة قبل صدها.

وبسبب هذا الوضع ارتفع عدد الوحدات الصغيرة من القوات البرية، التي تساعد على تعقب الأهداف الإرهابية وتقديم المشورة للجيش العراقي المنكوب، إلى حوالي 5 آلاف في عام 2016.

وزاد هذا الرقم فقط، إلى حوالي 6 آلاف، مع انتقال القوات الأميركية من شمال سوريا إلى غرب العراق.

المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى: من 45 ألفاً إلى 65 ألفاً

وفي السعودية والخليج، ورداً على الهجمات والاستفزازات الإيرانية منذ مايو الماضي، نشر البنتاغون حوالي 14 ألف جندي إضافي في منطقة الخليج، بما في ذلك حوالي 3500 جندي في المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة.

وتشمل هذه القوات أيضاً طائرات الإنذار المبكر، وبطاريات الدفاع الجوي، وقاذفات بي 52، ومجموعة من حاملات الطائرات.

ويوجد ما بين 45 ألفاً و65 ألف جندي أميركي في المنطقة، منتشرين بين الأردن وسلطنة عمان، والمكلفين بتشغيل المطارات العسكرية، وإدارة المقار الرئيسية، والسفن الحربية، والطيران الحربي، والانتقال إلى أماكن القتال في مثل العراق وأفغانستان.

وتتغيرالأرقام بشكل كبير اعتماداً على وجود مجموعة لحاملة الطائرات، وما إذا كانت مجموعة كبيرة من جنود المارينز في هذه المياه.

إفريقيا: من 6 آلاف إلى 7 آلاف

هناك ما بين 6000 و7000 من القوات الأميركية المنتشرة في جميع أنحاء إفريقيا، وأكبر عدد يتمركز في منطقة الساحل والقرن الإفريقي. وفي الصومال، هناك حوالي 500 جندي من العمليات الخاصة، يقاتلون الجماعة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وحركة الشباب، من مواقع صغيرة إلى جانب القوات المحلية.

وفي الساحل، في بلدان مثل النيجر وتشاد ومالي، هناك عدة مئات. وقامت القوات الجوية مؤخراً ببناء قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار، تُعرف باسم القاعدة الجوية 201، بالقرب من مدينة أغاديز بالنيجر.

وفي العام الماضي، أمر جيمس ماتيس، وزير الدفاع في ذلك الوقت، القيادة العسكرية التي تشرف على القوات في القارة، والمعروفة باسم "أفريكوم"، بتقليص قواتها كجزء من استراتيجية البنتاغون للتركيز أكثر على التهديدات من روسيا والصين.

اليابان وكوريا الجنوبية: حوالي 78 ألف جندي

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، حافظت الولايات المتحدة على وجود عسكري كبير في آسيا. يتمركز أكثر من 28 ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية، يعيش الكثير منهم مع أسرهم.

ومؤخرا، علقت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التدريبات الكبرى خلال العام الماضي كتنازل لكوريا الشمالية، لكن الجيشين يواصلان إجراء تدريبات أصغر.

وفي اليابان، يحتفظ البنتاغون بحوالي 50 ألف جندي في حوالي 24 قاعدة في جميع أنحاء البلاد. ويتمركز حوالي 25 ألفاً من هؤلاء الجنود في جزيرة أوكيناوا.

دول الـ"ناتو": أكثر من 35 ألف جندي

وخلال الحرب الباردة، نشرت أميركا ما يصل إلى 300 ألف جندي أميركي داخل أوروبا للدفاع عنها ضد الاتحاد السوفيتي. وانخفض هذا الوجود في نهاية المطاف إلى حوالي 30 ألف جندي بعد انهيار الشيوعية في أوروبا الشرقية.

وخلال العام الماضي، أكملت الولايات المتحدة وحلفاؤها في منظمة حلف شمال الأطلسي وضع حوالي 4500 جندي إضافي في دول البلطيق وبولندا، وقد تمركزت عدة آلاف من القوات المدرعة الأخرى في أوروبا الشرقية كرادع للعدوان الروسي.

وعلى الرغم من التوترات الأخيرة مع تركيا بسبب هجومها على شمال سوريا، تطير الولايات المتحدة بطائرات قتالية ودعم من قاعدة "إنجرليك" الجوية في تركيا. كما يخزن البنتاغون أيضا حوالي 50 قنبلة نووية تكتيكية في قاعدة إنجرليك.

في أماكن أخرى حول العالم: أكثر من 2000

وينشرالبنتاغون قوات إلى مواقع أخرى حول العالم. وهناك حوالي 250 جندياً، معظمهم من القوات الخاصة، في الفلبين للمساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب.

وفي السنوات الست الماضية، تم نشر حوالي 2000 جندي من مشاة البحرية بانتظام في شمال أستراليا للعمل كقوة استجابة لمنطقة المحيط الهادي.