+A
A-

نائب تركي: كل مَنْ يقف ضد سياسة أردوغان يواجه بالعنف

انتقد نائب تركي كردي بشدّة الهجوم التركي الأخير على المناطق ذات الغالبية الكردية شرق نهر الفرات في سوريا، معتبراً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حاول من خلال هذا الهجوم "تصدير أزماته ونكساته الداخلية إلى خارج الحدود".

وقال البرلماني الكردي التركي، فرهاد إنجو في مقابلة مع العربية.نت إن "السلطات التركية في داخل البلاد قمعت كل من وقف ضد هذا العدوان"، متهماً "حكومة أردوغان بعدم تقبّل الرأي الآخر والآخر المُختلفِ دينياً أو عرقياً".

كما أضاف قائلاً "هذه هي سياسة حزب العدالة والتنمية منذ سنوات، ومَنْ يقف ضدها يواجهه الحزب بالعنف من خلال محاكم الدولة أو الشرطة للحدّ من تأثيره، ولا يقتصر هذا الأمر على البرلمانيين أو الصحافيين المعروفين، بل حتى المواطنون العاديون يتلقون العنف ذاته حين يعارضون الحكومة وممارساتها".

وتابع أن "أكراد سوريا وحلفاءهم المحليين حاربوا تنظيم داعش لسنوات وانتصروا عليه بعد تضحياتٍ كبيرة منها آلاف الشهداء"، مضيفاً "أنهم يريدون إدارة أنفسهم بأنفسهم مع بقية المكونات في مناطقهم السورية، لذلك شكّلوا الإدارة الذاتية، لكن أنقرة تخوفت من تلك التجربة وأرادت إزالة انتصاراتهم من خلال هذا العدوان وهي تعارض حصول الأكراد على حقوقهم أينما كانوا".

كما أشار البرلماني المعروف بكلمته التي انتقد فيها الحكومة التركية وأردوغان تحت قبة البرلمان قبل أيام إلى أن "هذا العدوان له تأثير كبير على الداخل التركي، وقد اعتقلت السلطات الأمنية بالفعل منتقدين كثراً لهذا الهجوم العسكري"، لافتاً إلى أن "حزب أردوغان واجه ضغوطاً كبيرة داخل البلاد، وهدف من خلال هذا العدوان إلى التهرب من المشاكل الاقتصادية لتصدير أزماته إلى خارج الحدود".

كما اعتبر أن "هذا الحزب يحاول البقاء في السلطة بطرقٍ ملتوية، لكنه رغم ذلك لن يستفيد أبداً من العدوان الذي حصل شمال سوريا ولن يفوز في أي انتخاباتٍ مقبلة، فهو يتحالف منذ سنوات مع الحركة القومية وهؤلاء معاً يقفون ضد الأكراد والإنسانية والديمقراطية والحريات".

حرية التعبير في خطر

إلى ذلك، اعتبر البرلماني الكردي أن حرية الرأي والتعبير "في خطر" في ظل حكم أردوغان، قائلاً إن "الاختلاف في الآراء مرفوض لدى سلطة العدالة والتنمية، لاسيما أن الحزب قام بتأسيس مصطلحاتٍ وعباراتٍ خاصة به ويطلب من الجميع أن يكون مثله ويستخدمها، للأسف ما يجري الآن، لا يمكن القبول به، وحين نتحدث عن هذا الأمر نتعرض للاعتقال. إن أعضاء هذا الحزب يتحدثون عن الديمقراطية في كلّ مكان، لكن هذا في واقع الحال غير صحيح والديمقراطية بالنسبة لهؤلاء تعني عدم منح الآخرين الحق في التعبير عن آرائهم".

وعاد البرلماني بالذاكرة إلى كلمة شهيرة له تحت قبة البرلمان التركي.

وشدد في هذا الصدد على أنه "حين تحدّثت داخل البرلمان في العام 2016 عن حقيقة ما يتعرض له شعبنا، وقف حزب أردوغان ضدّي وقام بمهاجمتي وحاول توجيه تهمة الإرهاب إليّ من خلال سلطاته. إن هؤلاء لا يتحمّلون الكشف عن الحقيقة ولا يريدون أن يعرف العالم شيئاً عن المجازر التي ارتكبوها في نصيبين وجزيرة وشرناخ بحق الأكراد".

يذكر أن تركيا، أعلنت الأربعاء، أنّه "لا حاجة" لاستئناف هجومها ضدّ المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا بعد انتهاء الهدنة، مشيرة إلى أنّ الولايات المتّحدة أبلغتها بأنّ انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية قد "أنجز". وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان "في هذه المرحلة، ليست هناك حاجة لتنفيذ عملية جديدة".