+A
A-

مجموعة من حراك لبنان: حزب الله خائف لأن ناسه تخلّوا عنه

تحت راية العلم اللبناني، يواصل اللبنانيون التظاهر والاحتجاج في مختلف المناطق اللبنانية، رفضاً للأزمة الاقتصادية المُزرية التي يُعاني منها البلد منذ أكثر من 30 عاماً من دون أي أفق للمعالجة، مكررين شعار "ثورة" و"الشعب يريد إسقاط النظام".

وشلّت الاحتجاجات مختلف المناطق اللبنانية، لليوم السابع على التوالي، مع استمرار المصارف والمدارس الرسمية والخاصة بالإقفال، وموظفي الإدارة العامة.

وفي حين تغيب الشعارات الحزبية والطائفية عن الحراك، لأن وجع اللبنانيين الاقتصادي والمعيشي واحد، بدأت تُطرح تساؤلات عن قوّة هذا الحراك في الاستمرار، لاسيما أن لا قيادة له على مستويات عالية، ولا حتى على مستوى المجموعات الصغيرة، ما يعطيه طابع الغضب الشعبي حتى الآن.

لا خروج من الشارع

وفي هذا السياق، قال جيلبير ضومط من مجموعة "بيروت مدينتي" التي تشارك في الحراك لـ"العربية.نت" مستمرون بالتظاهر ولن نخرج من الشارع قبل تحقيق مطالبنا المُتمثّلة بالبنود الاتية:

1-استقالة الحكومة
2-تشكيل حكومة إنقاذ من اختصاصيين ومستقلّين من أجل إدارة المرحلة المقبلة
3- إجراء انتخابات نيابية مُبكرة
4- وضع حدّ للتدهور الاقتصادي والمالي ومحاربة الفساد قولاً وفعلاً
5-إلغاء الضرائب المفروضة على الفئات الفقيرة وذوي المداخيل المحدودة
6-إقرار مبدأ الضريبة التصاعدية
7-استعادة الأموال المنهوبة

وقدّمت الحكومة اللبنانية ورقة اقتصادية إنقاذية أقرّها مجلس الوزراء قبل يومين في اجتماعه في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وغياب وزراء القوات اللبنانية الذين استقالوا منها.

وتتضمن الورقة الاقتصادية مجموعة من الإصلاحات في قطاعات أساسية.

لا ثقة بالطبقة السياسية

إلا أن ضومط أكد أن الحراك "لا يثق بهذه الطبقة السياسية. فإذا كانوا جدّيين فلماذا لم يقرّوا هذه الإصلاحات منذ سنوات"؟

ونفى ما يروّج عن أن الحراك المدني غير موحّد وبأن هناك "فوضى" شعارات في الاحتجاجات القائمة، مؤكداً "أن لا مطالب حزبية أو طائفية وهذا أمر ممتاز نفتخر به. هناك متظاهرون في ساحة رياض الصلح وساحة الشهداء يطلقون شعارات ضد زعماء طوائفهم وهذه جرأة لم نلمسها في لبنان سابقاً".

نصرالله خائف!

إلى ذلك، ورداً على "حسم" أمين عام حزب الله حسن نصرالله للمتظاهرين "بأن الحكومة باقية ولا أحد قادراً على تغيير المعادلة"، قال ضومط "تهديده لن يُغيّر المعادلة. هو خائف لأن ناسه وأهل بيئته تخلّوا عنه. الفقر والوجع الاقتصادي واحد في كل المناطق".

من جهته، قال أدهم الحسنية من مجموعة "لـِ حقي" التي تشارك في الاحتجاجات لـ"العربية.نت" رداً على مسألة فتح بعض الطرقات وطرق الأوتوستراد من قبل الجيش والقوى الأمنية يوم الثلاثاء، "إننا سمحنا بفتح بعض الطرقات استئنائياً للحالات الانسانية، إذ طلب منّا الصليب الأحمر ومؤسسات أخرى تُعنى بنقل "الأكسيجين" واللوازم الطبّية تسهيل فتح الطرقات الرئيسية، لكن مع تقدّم ساعات النهار سنعود ونُقفل الطرقات تدريجياً".

إبر مخدّرة.. والمصارف غير موافقة

ووصف الحسنية الورقة الإنقاذية التي أقرّتها الحكومة بـ"السيّئة" والمُضللة، فالإصلاحات التي تضمّنتها واهية وغير مبنية على رؤية اقتصادية".

وقال "علمنا أن المصارف غير موافقة على تحميلها جزءاً من دعم الخزينة، كما أن الحزب "لتقدمي الاشتراكي" الذي يرأسه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط غير موافق على العديد من بنودها، فهذا معناه أن الورقة الاقتصادية بمثابة "إبرة مخدّرة"، وهي وسيلة ضغط من أركان الحكومة، لاسيما حزب الله من أجل إخراج اللبنانيين من الشارع وهذا لن يحصل".

ورداً على من يُشكك بقدرة الثورة على الاستمرار في ظل غياب من يقودها، قال أدهم الحسنية "نحن كمجموعة "لـِ حقي" لا ندّعي قيادة الحراك وإنما مواكبته مع تقديم مساعدات تنظيمية وإعلامية. صحيح أننا كنّا أصحاب الدعوة للنزول إلى الشارع مساء الخميس الفائت رداً على فرض رسم على خدمة "واتساب"، لكن الأمور تطورت وبات الناس بمختلف طوائفهم ومذاهبهم هم من يقودون الشارع".

انتخابات نيابية مُبكرة

إلى ذلك، كرر الحسنية المطالب السبعة التي أوردها ضومط من جمعية "بيروت مدينتي"، مضيفاً "نريد حكومة إنقاذية تختار أعضاءها هذه السلطة بالذات، لأنهم هم مسؤولون عن الأزمة القائمة من دون عودة الوجوه الموجودة، مع أشخاص مستقلّين ومختصّين تكون مهمتها إقرار قانون انتخابي عادل وعصري تُجرى على أساسه الانتخابات النيابية المُبكرة".

يذكر أن بياناً صدر قبل يومين عن المتظاهرين اللبنانيين، طالب بالحماية بعد نزول أنصار من حركة أمل وحزب الله إلى ساحات التظاهر عبر مواكب من الدراجات النارية، قبل أن يمنعهم الجيش اللبناني من الاقتراب من ساحة التظاهر.

ورداً على تلك المواكب التهديدية، قال الحسنية "لا نخاف من المندسّين وأعمال الشغب".

كما ختم مشدداً على أن "وسط بيروت مليء بالمهارات والمثقفين ودور العبادة والأماكن الثقافية، ونحن واعون لمنع أي أعمال شغب".