العدد 4030
الأحد 27 أكتوبر 2019
banner
لا دبلوماسية من دون ثقافة
الأحد 27 أكتوبر 2019

تعد الثقافة من أهم أدوات الدبلوماسية حول العالم، ومهما اختلفت أحجام الدول وإمكانياتها الأخرى إلا أن الثقافة تبقى من أهم عوامل التأثير على الشعوب والحكومات، خصوصا إذا كانت الدولة تمتلك من التراث والثقافة ما يعينها على إحداث هذا التغيير، وإذا كانت الدولة تملك من التراث الإنساني ما يكفي، فلابد أن تمتلك القدرة على تعريف العالم بهذا التراث وثقافتها ومساهمتها في التراث الإنساني ككل، وبمعنى آخر، لابد أن تختار هذه الدولة دبلوماسييها من بين المثقفين القادرين على القيام بهذا الدور بشكل صحيح.

وكما قال المشاركون في مؤتمر “الدبلوماسية والثقافة” الذي أقيم الأسبوع الماضي بمسرح البحرين الوطني تحت رعاية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والشيخة مي بنت محمد آل خليفة، لا دبلوماسية من دون ثقافة ولا ثقافة من دون دبلوماسية.

الثقافة تبني الجسور وتؤثر على الشعوب الأخرى، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر المذكور في طرح هذه القضية المهمة والتباحث حولها لإعطاء جرعة مهمة للدبلوماسيين الشباب حول أهمية هذه الثقافة وأهمية تمتع الشخصية الدبلوماسية بثقافة واسعة، ليس فقط حول بلدها وأمتها لكن حول الشعوب الأخرى وعاداتها وتقاليدها والعوامل التي تؤثر فيها.

وكما قال المشاركون في المؤتمر، لابد أن تكون سفارة المستقبل قادرة على التعاطي مع الدبلوماسية الرقمية والدبلوماسية الثقافية ولابد أن تكون السفارات الخليجية والعربية قادرة على التأثير على المجتمعات المحيطة بها بصورة أشمل.

وقد قدم الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني نصيحة رائعة ومركزة للشباب الدبلوماسيين عندما قال لهم: تمسكوا بهويتكم البحرينية، وإياكم والانعزال والانغلاق، وتجنبوا تفضيل أنفسكم على الآخرين، كونوا جزءا من العالم واحملوا ثقافة بلدكم إلى الآخرين، وكل الثقة فيكم ونحن نتعلم منكم، وهي نصيحة بلا شك تنقل خبرة السنين التي يتمتع بها دبلوماسي مخضرم مثل الشيخ خالد بن أحمد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية