+A
A-

ميليشيا مصراتة تلوي ذراع الوفاق.. كيف سيؤثر انسحابها؟

فاجأت مدينة مصراتة التي تتزعمّ معارك العاصمة طرابلس ضدّ قوات الجيش الليبي، الجميع، بعدما سحبت أهم ميليشياتها من محاور القتال، في تطور قال مراقبون إنه بداية لتفكك التحالف بين المدينة التي يسيطر عليها الإخوان وحكومة الوفاق، ,سيكون له انعكاس على مستقبل ومسار العمليات العسكرية داخل العاصمة.

ومنذ انطلاق عملية تحرير العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل الماضي، دفعت مدينة مصراتة بتعزيزات عسكرية كبيرة لدعم ميليشيات طرابلس، وانخرطت أغلب ميليشياتها في المعارك وتصدرت عناصرها الصفوف الأولى لمحاور القتال ضمن قوات حكومة الوفاق، من بينها ميليشيا لواء الصمود الذي يقوده المطلوب دولياً صلاح بادي، وكتيبة الحلبوص، والقوّة الثالثة، إضافة إلى ميليشيا 166 وكتيبة شريخان، التي قتل قائدها محمد بعيو، خلال مواجهات مع الجيش في طرابلس.

وبعد تقدم الجيش الليبي في عدة مواقع خلال الأيام الماضية، بدأ مقاتلو مصراتة الجمعة، في الانسحاب من محاور القتال، ولوحظ نقص لتواجد ميليشياتها في العاصمة طرابلس.

وفي هذا السياق، قال العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعني بالجيش الليبي، في تصريح للعربية.نت، إن قرار انسحاب ميليشيات مصراتة التي تتواجد في العاصمة طرابلس تم نقاشه في اجتماع غرفة عمليات مصراتة الأخير وتسربت معلومات عن إصداره، مضيفاً أن هذا الخروج سيساعد الجيش في حسم المعركة في أقرب وقت ممكن، لافتاً في الوقت عينه إلى أن هذه الخطّة قد تكون مناورة.

فشل غرفة العمليات التركية

وأوضح محجوب أن هذا الانسحاب جاء بناء على معطيات ميدانية، حيث فوجئت هذه الميليشيات بحرب طويلة لم تتعود عليها وبتكتيكات عسكرية بأساليب جديدة لم تنجح محاولات غرفة العمليات التركية وضباطها وطائراتها المسيّرة في صدّها، مضيفاً أن هناك خوفاً كبيراً من قطع مفاصل المجموعات وأيضاً قطع اتصالها بمصراتة خصوصا بعد السيطرة التي استطاعت قوات الجيش تحقيقها ميدانياً، في الجو والأرض وقريباً دخول القوة البحرية إلى المعارك، وهو أمر سيزيد من تأزيم أوضاعهم.

وأشار محجوب إلى وجود احتقان داخل مدينة مصراتة ودعوات من أهاليها بالخروج وترك العاصمة طرابلس، بعد ارتفاع عدد القتلى والجرحى في صفوفهم واقتراب الجيش من الحسم، والذي سيؤدي إلى حصار هذه المجموعات الميليشياوية، مع توقع توقف تركيا على تقديم الدعم، بعد المستجدات التي طرأت على المواقف الدولية الأخيرة، التي تنادي بوقف التدخل في ليبيا.

وتعدّ مدينة مصراتة، الواقعة شمال غربي ليبيا على بعد 200 كم من العاصمة طرابلس، ذات أهمية استراتيجية وعسكرية كبيرة، حيث ساهمت بشكل فعّال في إسقاط نظام القذافي عبر العديد من الكتائب والمجموعات المسلحة، ثمّ طرد تنظيم داعش من مدينة سرت، قبل أن تصبح إحدى المدن الرئيسية الداعمة لحكومة الوفاق.

ضغط على حكومة الوفاق

من جهته، رأى المحلل السياسي، محمد الرعيش، أن بدء مدينة مصراتة في سحب قواتها وخفض وجودها داخل العاصمة طرابلس، هو وسيلة من وسائل الضغط على حكومة الوفاق من أجل تنفيذ مطالبها خاصة المادية منها، خصوصا أنها الحزام الحامي للسراج وحكومته، مشيرا إلى أنها خطوة تدل على بداية نهاية هذا التحالف وكذلك على توتر العلاقة بينها وبين ميليشيات طرابلس من أجل النفوذ والمصالح الماديّة، كما أنها نتاج على الخسائر البشرية والمادية التي تعرضت لها هذه الميليشيات منذ اندلاع العملية العسكرية في العاصمة طرابلس، بعد مقتل العشرات من عناصرها وتصفية عدد من قياداتها وخسارة آليتها العسكرية، رغم الدعم التركي الذي تلقته والذي لم ينفع في ترجيح كفة المعركة لها.

وتوّقع الرعيش أن يربك هذا الانسحاب قوات الوفاق التي خسرت هذا الأسبوع عدد من مواقعها بعد تقدم الجيش لتأمينها، مشيراً إلى إمكانية عودة ميليشيات مدينة مصراتة إلى محاور القتال، إذا توصلت إلى تسويات مع حكومة الوفاق وحصلت على ضمانات بدعمها.