+A
A-

عقوبات جديدة.. أميركا تضرب قطاعاً حيوياً للحرس الثوري

وسّعت الولايات المتحدة عقوباتها على إيران، الجمعة، من خلال استهدافها قطاع البناء الذي ربطته واشنطن بالحرس الثوري الإيراني.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن قطاع الإنشاءات الإيراني خاضع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة للحرس الثوري الإيراني، الذي وصفته الولايات المتحدة بأنه منظمة إرهابية أجنبية.

وذكرت وزارة الخارجية أنه نتيجة لذلك، فإن بيع المعادن الخام ونصف المصنعة والجرافيت والفحم والبرمجيات للأغراض الصناعية سيخضع لعقوبات إذا كانت ستستخدم تلك المواد في قطاع الإنشاءات الإيراني.

وفي قرار ثان، حدد بومبيو أن أربع "مواد استراتيجية" تستخدم في البرامج النووية أو العسكرية أو الصواريخ الباليستية مما يجعل التجارة فيها خاضعة للعقوبات. ومن هذه المواد أنابيب الصلب المقاوم للصدأ ورقائق المغنيسيوم.

وقالت المتحدّثة باسم الخارجية الأميركية مورغن أورتيغاس، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، إن وزير الخارجية الأميركي فرض العقوبات بعد أن تمّ تحديد قطاع البناء على أنه "يخضع على نحو مباشر أو غير مباشر لسيطرة الحرس الثوري" الإيراني. وأضافت المتحدّثة أن من خلال هذه العقوبات الأخيرة، سيُتاح للولايات المتحدة "منع إيران من الحصول على مواد استراتيجية للحرس الثوري ولقطاع البناء التابع له ولبرامجه للانتشار" النووي.

يذكر أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحبت العام الماضي من اتفاق 2015 النووي الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات التي شلت اقتصادها. وعاودت الإدارة منذ ذلك الحين فرض العقوبات على إيران بل شددتها لمحاولة حملها على التفاوض مجددا على اتفاق أوسع من شأنه أن يحد أيضا من برنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطتها الإقليمية.

العقوبات متواصلة

وكان المبعوث الأميركي الخاص بإيران، براين هوك، أكد في مقابلة مع قناة "العربية"، الخميس، أن واشنطن ستواصل فرض العقوبات على إيران حتى تقبل التفاوض على اتفاق نووي جديد.

وأوضح هوك أنه "خلال عام من العقوبات هوت مبيعات إيران من 2.5 مليون برميل إلى 120 ألفا"، مضيفاً أن العقوبات تسببت في انهيار قطاع النفط في إيران. واعتبر أن "نظام إيران ضعيف اقتصاديا اليوم بسبب العقوبات مقارنة مع وضعه قبل عامين".

كما شرح المبعوث الأميركي أن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على إيران سببها "سلوكها المزعزع في المنطقة"، مذكّرا بأن واشنطن أعلنت عن "تأسيس آلية مع بنوك سويسرا تسمح بتصدير مواد إنسانية وطبية لإيران".

قاعدة "خاتم الأنبياء"

يذكر أن قاعدة "خاتم الأنبياء" التابعة للحرس الثوري وشركاتها، تسلمت العديد من مشاريع البناء ومشاريع البنى التحتية الإيرانية في مختلف المجالات سواء الطاقة والاتصالات والطرق والنقل والسدود خلال السنوات الماضية، بموافقة حكومة الرئيس حسن روحاني ومن دون أي مناقصات أو إجراءات قانونية.

كما وقعت بلدية طهران اتفاقا بقيمة 20 مليار تومان عام 2015 مع مقر "خاتم الأنبياء" لتنفيذ مشاريع مدنية، بالإضافة إلى سعي الحرس للحصول العديد من العقود الجديدة والكبيرة بمجالات النفط وبناء السفن.

ويدير الحرس الثوري قرابة 100 شركة تصل قيمتها إلى 12 مليار دولار تقريباً، ويعمل فيها نحو 40 ألف شخص، حيث تمتلك مؤسسة "خاتم الأنبياء" نحو 800 شركة فرعية، وحصلت من خلالها على آلاف العقود الرسمية لتنفيذ مشاريع.

كما يمارس أنشطة في السوق السوداء من خلال ميليشيات الباسيج. ورغم ما يحققه من أرباح خيالية إلا أنه يحصل على تمويل سخي من موازنة الدولة، حيث ارتفعت مخصصاته بين العامين الماضي والحالي بنسبة 55%.