العدد 4038
الإثنين 04 نوفمبر 2019
banner
حماية الصحافيين وسلامتهم
الإثنين 04 نوفمبر 2019

الصحافة مهنة جميلة في أدائها ونبيلة في أهدافها، لا تقبل إلا الحقيقة والمصداقية في تحليل الأخبار وكتابة الآراء، وتتبع ما يستجد من أحداث بدون تعب وتمتهن دورها المجتمعي المتميز بدون كلل. يعمل في ميدانها أشخاص همهم جمع البيانات ونشر المعلومات ومتابعة قضايا الناس ومشاكل مجتمعهم، يتنقلون بين الكلمة المكتوبة والمنطوقة وبين الصورة الصامتة والمتحركة، يكتبون وينطقون ويبذلون في ذلك جهدًا كبيرًا سواء في وقت السِلم أو الحرب.  في الكثير من الأوقات يعمل الصحافيون من غير حماية أو أمن، ويتعرضون للكثير من المخاطر في الميادين كالقتل والتصفيةً والسجن والإبعاد، فالمئات منهم قتلوا في الحروب وبعضهم راح لتصفية سياسية طردًا أو سجنًا أو إعدامًا، ورغم ما يتعرضون له فهم يعملون بجد لتوفير المادة الإعلامية اليومية للناس. وتعتبر الصحافة من أسس تقدم الأمم وازدهارها، وتعمل الأمم المتقدمة على توجيه الصحافة توجيهًا هادفًا وتحرص على أداء رسالتها في المجتمع. وفي خضم الأحداث الكثيرة التي تتعرض لها الدول المتصارعة والمتنازعة يكون الصحافيون ضحايا للتقاتل الميداني والمدني، فيتعرض الصحافيون إلى اعتداءات كثيرة كالاختطاف والقتل والفصل عن العمل وعدم نشر أي تحقيق تكون مادته حقائق ممنوعة وتكون متضاربة مع مصالح الآخرين. إن تعرض الصحافيين لأي اعتداء وفي أي بلد يعتبر منافيًا لمبادئ حقوق الإنسان ومتعارضًا مع الديمقراطية، فالصحافي إنسان ولا يمكن للديمقراطية أن تكون بدون وسائل إعلام حُرة ومتنوعة، والتهديدات والهجمات التي يواجهونها أثناء تأديتهم واجبهم الإعلامي كثيرة في العديد من الدول. في العديد من الدول يفلت مرتكبو التهديدات والهجمات دائمًا من العقاب، فلا مساءلة لهم ولا عقاب عليهم، ويكون الصحافيون ضحايا هذا الاعتداء، وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم (68/163) من أجل حماية الصحافيين وتحقيق سلامتهم أثناء أداء مهماتهم الإعلامية، ويتم الاحتفاء به في الثاني من نوفمبر من أجل تجنب تعرض الصحافيين لأي اعتداء ومحاسبة كل المعتدين عليهم، والعمل على حماية الصحافيين أثناء تأدية واجبهم المهني. إن الصحافة الصادقة تحتاج إلى بيئة من السلامة والأمن، ويحتاج الصحافيون إلى مساحة كبيرة خالية من الخوف. يجب على الدول العمل على ضمان سلامة الصحافيين والسماح لهم بنشر المعلومات الصحيحة بما يصب في مصلحة المجتمع وأفراده، وهذا سيساهم في تعزيز جودة الصحافة وحرية الرأي والتعبير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .