+A
A-

الشّباب البحريني يتسنّم عرش شعراء الخليج

حقق الشاعر البحريني حسن عابد المركز الأول، عن قصيدته "كمثل الجدار أحمل أشعاره!"، التي تناولت الذات الشاعرة والإنسانية، في فرع الشّعر العمودي لجائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم بدورتها السادسة والثلاثين لعام (٢٠١٩)، ضمن فئة الإبداع الأدبي.

ويأتي فوز عابد ليضيف إنجازا جديدا في سجل إنجازات شباب المملكة. 
ويذكر أن «جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم»، أنشئت في العام (1983)، برعاية الشيخ حميد النعيمي، حاكم إمارة عجمان.
 
وفيما يلي نص قصيدته الفائزة: 
 
كَمَثَلِ الجِدَارِ أحْمِلُ أشْعَارَه!

"الشاعرُ طفلٌ مهما يكبر"
طه حسين
 
مُلْقَىً..
يُفتِّشُ في حقيبةِ ظِلِّهِ
عَنْ حَيِّزٍ مِلْءَ السَّماءِ لِجَهْلِهِ!

مُتَأبِّطًا نَهْرَيْنِ مِنْ نَزْفِ التَّسَاؤلِ
كَيْ يُضَمِّدَ ما يُجولُ بِعَقْلِهِ

يضعُ السُّؤالَ على السُّؤالِ
لعلَّهُ يَرْقى لينْزعَ بعضهُ عنْ كُلِّهِ

طفْلٌ يفتِّحُ للتَّفكُّرِ رأسَهُ
مذْ فضَّ بالمعنى بكارةَ قُفْلِهِ

كاللّازورْدِ يَشفُّ..
يَكْشِفُ ذَاتَهُ
من غيْرِ أن يَنْسى قلادةَ رمْلِهِ!

مِنْ رُبْعِ قَرْنٍ..
وهوَ يطْعِمُ عَيْنَهُ وَرقًا
مضيئًا بالمجازِ وكُحْلِهِ

(ويَودُّ تَقْبيلَ الحروفِ لأنَّها)
ثَغْرُ الأميرةِ في روايةِ ليلِهِ

مِنْ رُبْعِ قَرْنٍ..
وهوَ يبتاعُ الصدى
لمْ يَلْقَ صوتًا راقِصًا في كيْلِهِ

حتّى على شفةِ القصيدةِ
شدَّهُ لحنٌ..
تسلَّلَ في مسامِعِ رحْلِهِ

طفلٌ على مرِّ السِّنينِ
يعيدهُ ذاتُ الحنينِ
إلى ملامحِ طفلهِ

قدْ حلَّ في جسدِ الفضولِ
-على خطى (الحلَّاجِ)-
يلبسُ جبَّةً مِنْ شَكْلِهِ!

نَحْوَ الحقائِقِ،
لا المَشانِقِ ساقَهُ
ضوءُ الكتابةِ في كآبةِ حبْلِهِ

هجرَ المَرايَا
واستعارَ خيوطَها
ومضى يُفصِّلُ بسْمَتيْنِ لأهْلِهِ

مهما يسيرُ إلى السَّماءِ
يشيرُ للأرْضِ البعيدةِ
لمْ يغِبْ عنْ أصلِهِ

ولذا..
-على طهرِ السَّماءِ ودرْبِها-
ما زال يخطو في الهواءِ بنعْلِهِ!

إنْ جاعَ يومًا هزَّ أعمدةَ المحالِ
وراح يقطفُ غيْمةً مِنْ حَوْلِهِ

وَقْتُ الكسوفِ:
رغيفُ بدرٍ قربَ نارِ الشَّمسِ
.. حتّى ينتهي مِنْ أكلهِ!

ويديرُ فنجانَ النُّجومِ
ويشربُ الأضواءَ كيْ يَنْسى مرارةَ فألِهِ

هوَ عبقريُّ الشِّعْرِ
في (طرْوادةَ)،
الإغريقُ ملُّوا..
فاسْتَهلَّ بِخَيْلِهِ:

- فَتَحَ القصيدةَ
- ألفُ بَيْتٍ خاضَهُ بالصَمْتِ
- عادَ ولا رثاءَ بنصلِهِ

أبدًا يوزِّعُ حبرهُ عسلًا
إلى مَنْ خافَ مِنْ شوكِ الكتابِ ونحلِهِ

ما ثمَّ سوسنةٌ
تفوحُ من الجناسِ
ولا يضمُّ عبيرها في حقلِهِ

ويمشِّطُ النخلاتِ
يسدلُ شعرها
ما انْفكَّ يهربُ عَنْ رتابةِ نخْلِهِ!

طفلٌ يوسوِسُ لي
ويَزْعَمُ أنَّهُ مِنِّي،
ولستُ مباليًا في قوْلِهِ..

لكنَّهُ مِنِّي وأكثرُ!
يا تُرى هلْ ضاقَ رَأسي مِنْ مَشَقَّةِ حَمْلِهِ؟!