العدد 4046
الثلاثاء 12 نوفمبر 2019
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
في ذكرى المولد النبوي
الثلاثاء 12 نوفمبر 2019

وعادت ذكرى ميلاد الإنسان العظيم، ذكرى المولد النبوي الشريف، هذا اليوم يجعلنا نستذكر هذا النهج القوي والخلق والمواقف الإنسانية التي جاءت في رسالته الخالدة المناسبة لكل زمان ومكان رغم اختلاف البشر في أصولهم وأعراقهم ومذاهبهم.

هناك من يتعظ ويستفيد من هذه الذكرى، لكن هناك غائبون كثر وتائهون بين زحمة الحياة ومشاغلها، ولو لم يعلن عن إجازة المولد النبوي لجهل أكثرهم هذا التاريخ، وآخرون يقضون هذا اليوم في نقاشات وجدل وخلاف في صحة التاريخ أو الاحتفال بالمولد من عدمه، ومتى ظهرت هذه القضية نعود للجدال بدل أن نقضيه في استذكار أقواله والاقتداء بكلماته المباركة وتعليمها الأبناء.

رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتأكيد ليست مختزلة في يوم، بل هي لطوال السنة باتباع منهجه في كل مناحي حياتنا، ومن المحزن أن نسأل أنفسنا أو أبناءنا أن يسردوا لنا فقط 10 أحاديث، لنرى العجب بعجزهم عن ذلك، بينما إذا سألناهم عن أسماء 10 لاعبين سيسردون لنا المئات! لماذا؟ لأن هناك من يرسخ هذه المفاهيم في عقول الناشئة كل يوم ويُسخّر لهم القنوات وغيرها، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنته المطهرة مغيّبة تماماً عن جميع مناحي حياتنا العملية والنظرية.

هديه وسنته صلى الله عليه وآله وسلم أصبحا مهجورين تماماً كالقرآن الذي لا يقرأ إلا على الموتى والمقابر، نأسف على حال أمتنا وابتعاد الكثيرين عن الاتعاظ من سنة نبينا والاستفادة من مواقف رسولنا الكريم وتعلم الدروس والعبر رغم أنها أسس حقيقية وصلاح جذري للمجتمع ومبادئه تنشر الخير والمحبة والسلام.

عند اتباع سنته والالتزام بتعاليم ديننا حتماً سينقشع الظلام ونرى النور، نحن بحاجة خصوصاً في هذا الزمان للتسامح وأجمل الخصال التي حثنا عليها النبي لنتمكن من تجميع قوتنا والتقدم نحو الأمام بدل أن نبتعد عما حثنا عليه لنرى أنفسنا نعود للوراء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية