العدد 4050
السبت 16 نوفمبر 2019
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الشعوبيون الجدد... قصة قطر (1)
السبت 16 نوفمبر 2019

التحالف الشعوبي الذي عمل على احتلال الأمة العربية الإسلامية والسيطرة عليها، من خلال الإخوان المسلمين والحشد الشعبي وحزب الله والحوثيين، وبقية العملاء الذين تستروا بمؤامرة الربيع العربي، كان مكونا من مشردي الدولة الصفوية وأحفاد العثمانيين المحتلين المقبورين، بالإضافة إلى شعوبيي السياسة القطرية. أما ما دخل قطر الخليجية العربية بهذا التحالف الشعوبي المناهض لكل ما هو عربي مسلم، من هوية أو تاريخ أو ثقافة أو حضارة أو وحدة وتوحد، فالأمر فعلا غريب جدا ولا يمكن تخيله أبدا، كونها المرة الأولى بالتاريخ العربي المعاصر، التي تلجأ فيها دولة عربية للاستعانة بثقافة وتاريخ مخطط شعوبي تستخدمه ضد الأمة العربية المسلمة كسيف لتقطيع أوصالها وتسهيل مهمة احتلال العثمانيين والصفويين أراضي وسيادة ومجتمع الأمة العربية المسلمة، وخصوصا الدول العربية الكبرى التي تشكل حائط صد ضد كل من يحاول المساس بالأمة العربية المسلمة كالسعودية ومصر وسوريا.

وتبدأ القصة سنة 96 في أعقاب محاولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ خليفة بن حمد حاكم قطر السابق استعادة نظامه من ابنه الشيخ حمد بعد أن انقلب عليه عام 95. وبعد فشل المحاولة، اتهم نظام الشيخ حمد بن خليفة عددا من الدول الخليجية المجاورة، بمساعدة الشيخ خليفة في محاولته استرجاع حكمه. وعليه، فقد أقسم ما يسميه البعض بـ (نظام الحمدين) على فعل كل شيء حتى آخر ريال في خزينة قطر، للنيل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، ولاحقا عدد من الدول العربية الأخرى التي عارضت سياسة ما يسميه البعض نظام الحمدين، بما فيها مساعدة كل دولة وكل جهة وكل تنظيم يعتقد نظام الحمدين أنه سيقوم بتقطيع أمن وسيادة هذه الدول، وأيضا تسهيل كل ما يقوم به الصفويون والعثمانيون لاحتلال هذه البلدان.

وعلى أساس هذا الأمر، بدأ “نظام الحمدين” سياسة جديدة تعتمد على التحالف مع القوى الإقليمية والقوى الكبرى، وتقديم كل شيء لهم خصوصا التنازلات المالية والسياسية لكي يرضوا عن هذا النظام، وقد بدأ “نظام الحمدين” بإقامة علاقات مع إسرائيل في أول تطبيع خليجي تقوم به دولة من الدول الست، وتم فيه كسر مفهوم المقاطعة الخليجية لإسرائيل، وكانت الرسالة واضحة، إننا سنغرد خارج السرب، وسنعمل على تحقيق مصالحنا ولن نكترث أبدا للمصالح الخليجية، ومن الآن وصاعدا لن نسير خلف مفاهيم الوحدة الخليجية والعربية والإسلامية، وسنتحالف مع الشيطان لكي تبقى قطر أولا وأخيرا وعلى حساب الخليجيين والعرب والمسلمين. وللحديث بقية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .