العدد 4052
الإثنين 18 نوفمبر 2019
banner
روحاني محذرا أم داعيا للحرب الأهلية؟
الإثنين 18 نوفمبر 2019

واصل الرئيس الإيراني حسن روحاني تقمص دور الواعظ الحكيم الحريص على لبنان وشعبه، حيث حذر ممن يسعى لإثارة حرب أهلية، فإذا به يدفعنا دفعا للمقارنة بين الهواجس التي يحملها وبين الواقع الذي تسببت فيه دولته.

ففي كلمة له خلال ما يسمى بـ “المؤتمر الدولي الـ 33 للوحدة الإسلامية بطهران”، قال روحاني إن أميركا تسعى لاستغلال موجة التظاهرات في لبنان وتحويلها إلى حرب داخلية، وهدفها في المنطقة هو السيطرة على النفط ونهب ثروات المسلمين”.

فإذا كانت أميركا تسعى لاستغلال حراك لبنان لإثارة حرب داخلية وفقا لروحاني، فلماذا لم يتحدث عن الذي أوصل لبنان إلى هذه الحالة الصعبة التي لم تعد تحتمل الصبر ودفعت جميع مكونات شعبه للتوحد والتمسك بمطالب محددة وواضحة ومتفق عليها بينهم جميعا وأهمها التخلص من كل الطبقة السياسية الحالية بسبب طائفيتها وتبعيتها لدولة روحاني وانقيادها التام لأجندة إيران وإهدار ثروات الدولة في تنفيذ إملاءاتها.

وإذا كان هدف أميركا في المنطقة هو السيطرة على النفط، فلماذا لم يتحدث روحاني عن مطامع دولته ومساعيها ليس فقط للهيمنة على دول المنطقة، بل تفكيك هذه الدول وتحويلها لدويلات متناحرة تسهل السيطرة عليها وتحريكها وفقا للمصلحة الإيرانية.

يبدو أن روحاني بحاجة لتذكيره بتصريحات حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، والتي أكد فيها أن “إيران تسيطر على أربع عواصم عربية وأن الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة، وأن جماعة الحوثيين في اليمن هي من نتاجات الثورة الإيرانية”، وكذلك بتصريحات الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، حيث قال إن المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع للثورة الإسلامية خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين واليمن وأفغانستان.

بل إن مستشاره علي يونسي سبق أن قال إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”، مضيفًا: “إن جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة”، معتبرا أن “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .