+A
A-

عدسة عبدالله الخان توثق باب البحرين..قلب المنامة النابض

يقول الكاتب حسين المحروس في مقدمة كتاب " عبدالله الخان. معجم العين" (لكل حدث ، لكل مكان ، لكل اثر صورة في أرشيفه، ولكل حكاية نصيب في ذاكرته عيون عبدالله الخان معجم البحرين، معجم صور البحرين، معجم للأبصار والمبصرات، البحث فيه يعتمد على الضوء. عبدالله الخان صنع له نظرة توثيقية لا تهدأ عند رؤية المتغيرات أيا كانت، رايته يحمل كأميرته يتجول فيها في الأحياء يشبع شهوة التوثيق فيه. هو مصور " فن التوثيق" في المنطقة كلها ، تأخذه كل حركة تغير في البلاد والعباد فلا يهدأ حتى يؤرشف هذه الحركة ويوثقها.  أدرك الخان جيدا ان الصورة ذخيرة الكلام ، فترك التفاصيل فيها وفي سيرته كلها للناس).

أتصل فيني عميد الفوتوغرافيين في المنطقة برمتها عبدالله الخان ، وقال انه ذهب إلى باب البحرين" جولة تصويرية" ووثق حركة السوق وتوافد الجاليات من كل الجنسيات على سوق المنامة وتنقلهم بالنقل العام ، واصفا المشهد مثل أضلاع المحارة والدانة، وارقق مجموعة من الصور التي التقطها ، وكانت كما تنظر إليها عزيزنا القارئ.. اقتراب وتباعد وتلاقي يعكس الشعور المرهف والفطرة السليمة، وأصالة العين. فكل صورة تعزف نغما وإيقاعا واحدا ولها تأثير درامي حقيقي على العين. كمية الضوء الساقط ، واعتام الصورة تمنحنا القدرة على الركض في ساحات ابداع عبدالله الخان وجنان عدساته ، وكأنه يروي لنا بأسفاره العجيبة طريقة اصطياد الصورة " البكر" في أشهى ضياع.

إن ما تبقى من الحب نستطيع ان نعتقله في صوت فيروز، وأنا أقول. أن وثيقة حياتنا الخالدة والمعبرة بعمق عن الأحداث موجودة في محراب عدسة عبدالله الخان ، العدسة التي اعتنت بكل الخصائص الجغرافية والفكرية والروحية وبالتطورات الاجتماعية ، وطرح السلبيات والإضافات واعتناق الإيجابيات والثوابت التي هي من فيض النفس العربية في كل بيئة من بيئاتها ، ولو أردنا السرد لضاق بنا المجال فأكتفينا بتلك الإشارات للدلالة على إبداعات عدسة عبدالله الخان، وفيما يلي رسالة الخان لـ"البلاد":

(بعد ظهر يوم السبت 16 نوفمبر بعد صلاة العصر قمت بجولة تصويريه في منطقة باب البحرين، لا تزال هذه البقعة من البحرين العزيزة القلب النابض ، وجدت هذا الحشد الكثير من البحرينيين والمقيمين والسواح ، الكل يتحرك بحرية تامة ولفت نظري العدد الكبير من السواح الأوروبيين يتنقلون في باصات النقل العام، شاهدت وصورت الأعداد الكثيرة من تلك الباصات الجميلة بألوانها الحمراء الزاهية وسيارات الأجرة بألوانها البرتقالية والبيضاء  واستمتعت بهذه المناظر الجميلة، ودعوت الله أن يبعد عن البحرين عيون الحساد ويدوم الأمن والأمان والنمو الاقتصادي ، ، فكل تلك الحشود والخليط من البشر يتنقلون بحرية تامة وهذه هي نعمة الآمن والامان التي تتمتع بها البحرين).