+A
A-

رواد أعمال بحرينيون ينجحون في الحصول على ثقة المستثمرين والتوسع في الأسواق العالمية

عقدت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة، لقاء صحفيا اليوم الخميس، احتفاء بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال 2019، بهدف تسليط الضوء على قصص نجاح عدد من رواد الأعمال البحرينيين، استعرضوا خلالها تجربتهم بما حوته من فرص وتحديات وكيفية استفادتهم مما توفره بيئة الأعمال من تسهيلات وتمكنهم من الحصول على ثقة المستثمرين لتنمية مشاريعهم والتوسع في أعمالهم نحو الأسواق الخارجية.  

 و ضم اللقاء نخبة من رواد الأعمال وهم السيد ياسر عبدالعزيز مؤسس ومدير تنفيذي من شركة ملاعب للخدمات الالكترونية وهو تطبيق لمحبي كرة القدم والرياضة، تهدف الفكرة الأساسية منه لمساعدتهم في إيجاد ملاعب رياضية وحجزها في أقل من دقيقة، وتنظيم المباريات للعب، ويستخدم التطبيق الإلكتروني "ملاعب" حاليا في خمس دول هي البحرين والكويت والسعودية والإمارات وسلطنة عمان، ومن المخطط أن ينطلق في عدة دول أخرى العام المقبل مثل السودان خلال الشهر الجاري وهناك مفاوضات جارية لدخول أسواق أخرى ، مع إضافة رياضات أخرى مثل التنس وكرة السلة.

كما ضم اللقاء الآنسة سنيه عبدالعال  المؤسس لشركة بيرفيكتلي بريسد (Perfectly Pressed) وشريكها السيد حسين كاظم ، والمتخصصة في انتاج وتوزيع العصائر الطازجة المعدة بتقنية العصر البارد  في مصنعها في مملكة البحرين وهي التقنية الوحيد ة في الأسواق الاستهلاكية ، وقد تمكنت من جمع تمويل بقيمة 400,000 دولار أمريكي للتوسع في الأسواق السعودية بحلول عام 2020 لافتتاح المصنع الثاني لتغذية وسد احتياجات أحد أكبر الأسواق في المنطقة. جدير بالذكر بأن هذا المشروع قد بدأ في العام 2016 بمشروع منزلي ضمن برنامج خطوة ثم تلقت التدريب اللازم الذي وفرته مختلف الجهات المعنية ثم انطلق بفكرتها ومشروعها المنزلي إلى مشروع تجاري احترافي، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع في البحرين 30 ألف وحدة إنتاج من العصائر الطازجة المعدة بتقنية العصر البارد وأقامت شراكات تجارية مع منافذ البيع المختلفة من مطاعم وهايبرماركت وسوبرماركت.

ثم تطرق اللقاء الصحفي إلى إحدى مخرجات نشاط مسرعات الأعمال من خلال تجربة السيد محمود زياد أحمد الشريك المؤسس لشركة "مجرى" وهي منصة إلكترونية بحرينية أنشئت للباحثين عن العمل من الشباب والطلاب لإيجاد وظيفة مهنية مبنية على الشغف والإنجاز وجوانب الخبرة كافة لإعداد الطلاب والشباب البحرينيين في مسارهم المهني والنمو المستقبلي، وقد حصل المشروع على التمويل من كل من مسرعة الاعمال Flat6laps، و500Startups  لتمويل الشركات الناشئة، وقد تمكن هذا المشروع من المساهمة في خلق فرص توظيف لأكثر من 400 شخص من الباحثين عن العمل، ويتجه المشروع للتوسع في أسواق السعودية والكويت.

كما تناول اللقاء تجربة وقصة نجاح السيد سيد صادق باقر سعيد  الشريك المؤسس من شركة أكلاتي وهو تطبيق بحريني رائد لطلب الطعام متخصص في خدمات تقديم الطعام وطلبات الطعام المخصصة للمناسبات والتجمعات والحفلات. يتميز بسهولة استخدامه حيث يمكن للمستخدمين وضع وجدولة طلباتهم وتسليمها للاستمتاع بأوقات ممتعة مع أصدقائهم وضيوفهم، ويتم الدفع إلكترونيا عبر الانترنت للمزيد من التسهيل والمرونة. ونجح مشروع تطبيق "أكلاتي" في الحصول على التمويل من عدد من الجهات المختلفة منها مسرعة الاعمال Flat6laps، و شركة تنمو المتخصصة في الاستثمار و500Startups  لتمويل الشركات الناشئة، ومن مسرعة مسك لتوسيع أعمال المشروع في المملكة العربية السعودية.

وكانت آخر التجارب التي تم استعراضها خلال اللقاء الصحفي قصة نجاح السيدة هناء حبيب الطريف من شركة "درسني للتعليم والتدريب" وهو مشروع ناشئ تم تأسيسه عام 2018 وهو عبارة عن موقع وتطبيق إلكتروني يحمل اسم «درسني» يسهل عملية حجز مدرب أو مدرس خاص في المنزل في مملكة البحرين لكل من أولياء الأمور والطلاب لأي مادة وفي مختلف التخصصات، مما يساهم في توفير دخل يومي وشهري جيد للمدرسين. وتعتزم السيدة هناء الطريف التوسع في مشروعها نحو أسواق السعودية في العام القادم 2020.

وقام رواد الأعمال بدورهم بتقديم عرض مبسط حول مشروعاتهم وأهم الخطوات التي أسهمت في نجاحهم، وأبرز التحديات التي واجهتهم وكيف تمكنوا من التغلب عليها في هذا المجال الذي لا يخلو من الصعوبات والمتغيرات السريعة، عبر الاستفادة من بيئة الأعمال في مملكة البحرين، وكيف تمكنوا من تحويل أفكارهم إلى مشاريع رائدة ليس على المستوى المحلي فقط بل إقليميا وعالميا وعكست مدى الإصرار والمثابرة على إنجاح تجاربهم وتطويرها ومواجهة الصعاب فيها برؤية متفتحة تعتمد على حلول مبتكرة.

وتناول اللقاء في مجمله أهمية دور رواد الاعمال والمؤسسات الناشئة في دعم الاقتصاد المحلي، وشدد على الأثر الواضح لنجاحهم في تشجيع قيام المزيد من المشاريع الريادية المحلية، كما استعرض مهام وانجازات مجلس تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الهادف الى بناء قدرات الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعزيز قدرتها التنافسية في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية وتعزيز بيئة تنظيم المشاريع لتكون البحرين مركزا لريادة الأعمال بما توفره من بيئة أعمال جاذبة وميسرة الأمر الذي جعلها تسير بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافها ورفع نسبة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي، والصادرات وتوظيف العمالة الوطنية.

وقد أولت مملكة البحرين أهمية بالغة لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كأحد أهم القطاعات في اقتصاد مملكة البحرين، حيث تمثل تلك المؤسسات 98% من مجموع الشركات المحلية وهي أحد العوامل الرئيسية لدفع مسيرة التنوع الاقتصادي. وتماشيا مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030 التي ركزت على الانتقال من اقتصاد قائم على الثروة النفطية إلى اقتصاد منتج قادر على المنافسة عالميا، وهيئت لشراكة مثمرة بين القطاع العام والخاص لإيجاد مناخ محفز للريادة والابتكار بهدف تعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، جاءت مبادرات ومشاريع الحكومة لتشكل انعكاسا واقعيا لهذه الرؤية عبر إصدار التشريعات والقوانين المحفزة وتطوير البنى التحتية لخلق بيئة اقتصادية جاذبة لرواد الاعمال والمؤسسات الناشئة. 

وبغية تطوير المؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة نحو تحقيق المزيد من النمو والتقدم تعزيزا للإنتاجية والتنمية المستدامة للأفراد والشركات، تم تشكيل مجلس "تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" برئاسة سعادة وزير الصناعة والتجارة والسياحة وبعضوية كل من مجلس التنمية الاقتصادية، صندوق العمل تمكين، بنك البحرين للتنمية.

ويعمل المجلس وفق خطة عمل خمسية حتى عام 2022 تضم 17 مبادرة تعكس توجهات الحكومة الموقرة الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل ودعم الاقتصاد الوطني؛ تنضوي تحت خمسة محاور رئيسية تتمثل في: تيسير التمويل، وتسهيل الوصول إلى الأسواق، وتبسيط بيئة الأعمال، وتطوير المهارات، وتعزيز الابتكار بهدف خلق قطاع محلي مستدام ذو طابع تنافسي وابتكاري، وقد تم بالفعل تحقيق طفرة نمو في عدد الشركات الناشئة خلال الثلاث سنوات السابقة.

وتقوم إدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة بالإشراف على جميع برامج المجلس لضمان التكامل في مبادرات الدعم المقدمة من مختلف الجهات ذات العلاقة، كما تقوم بمتابعة مؤشرات قياس الأداء مع الجهات المنفذة، وتحديثها دوريا حرصا على تحقيق الأهداف المرجوة والمتمثلة في رفع نسبة مساهمة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في كل من الناتج المحلي الإجمالي، والصادرات وتوظيف العمالة البحرينية بما يقتضيه الجدول الزمني المحدد.

وفي سبيل تسهيل الوصول إلى الأسواق، تم تدشين صادرات البحرين في عام 2018 بهدف تشجيع وترويج الصادرات الوطنية والارتقاء بجودتها ورفع تنافسيتها في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية لتعزيز مكانة مملكة البحرين كشريك تجاري عالمي، وذلك عبر توفير الأدوات اللازمة والخدمات ذات القيمة المضافة لتنمية الصادرات غير النفطية. وتدعم "صادرات البحرين" خدمات التمويل والائتمان، وحلول شحن الصادرات وتشبيك الأعمال وحلول التسويق الذكي للتصدير. وتمثلت أهم الإنجازات حتى الربع الثالث من عام 2019، حيث استفادت 30 شركة من خدمات التصدير في 9 قطاعات مختلفة، بقيمة صادرات فاقت 15.5 مليون دولار أمريكي، بواقع 21 قطاعا انتاجيا لـ 25 دولة، وقد بلغت نسبة الشركات التي تمكنت من دخول أسواق جديدة 42% من مجموع الشركات المستفيدة من خدمات وبرامج "صادرات البحرين"، وقد أسفرت هذه الانجازات عن نمو في الاستثمارات الناتجة عن التصدير بقيمة 9 مليون دولار أمريكي.