+A
A-

وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي: لسوء الحظ نجتمع في المؤتمرات واللقاءات.. و.. "لا حلول"!

كرر وزير الخارجية والمغتربين بالمملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي كلمة "لسوء الحظ" في مواضع عديدة في كلمته التي ألقاها ضمن محور :"المنافسة الإقليمية والتعاون" بمنتدى "حوار المنامة" في جلسة صباح الأحد 23 نوفمبر 2019، داعيًا إلى آليات تعاون إقليمية جديدة.

ومن بوابة الأزمة السورية، تحدث الصفدي عن تداعيات هذه الأزمة بالقول أن للأردن حدودًا مشتركة مع سوريا التي تعاني نزاعًا منذ 8 سنوات ولكن ما هو الحل؟ هل تقدمنا في الحل؟ لسوء الحظ "لا"! ولابد من إيجاد الحل لأننا ندفع أكبر ثمن لعدم انتهاء الأزمة، فملايين من الناس هاجروا والكثير من الدول بما فيها الأردن اضطرت لحمل عبء هذا النزاع، ليس فقط على مستوى المخاطر الأمنية أو الاضطراب التجاري فحسب، بل من خلال استضافة مليون و300 ألف لاجيء سوري، فيما البطالة في الأردن تبلغ 19 بالمئة وناتجنا الاجمالي 2 بالمئة وأقل، ولكن نتابع العمل لأن هذا ما علينا أن نفعله، وقد وفرنا 150 ألف إجازة عمل للسوريين وهي تمثل ثلاثة أضعاف الوظائف التي يمكن توفيرها سنويًا، ولسوء الحظ، نجتمع في المؤتمرات واللقاءات للحديث عن الحلول، لكن الواقع على الأرض مختلف تمامًا وكلفة الأزمة عالية جدًا، ونحتاج إلى أن يكون لدينا حل منطقي لكل دول المنطقة ويحافظ على سلامة واستقرار سوريا ويسمح لها بأن تعود لدورها كقوة أساسية للاستقرار في المنطقة.

وذهب الصفدي إلى العراق الذي رأى أنه حقق "انتصارًا كبيرًا على داعش"، بثمن عال بالنسبة للعراقيين وهو الاستشهاد والتضحية بالدم، ولابد من دعم العراق لإعادة بناء نفسه وتحصينه قدر المستطاع، ومن التداعيات للحديث عن الإرهاب وهو تهديد لابد أن نواجهه، وهزيمة داعش واضحة إلا أن المخاطر الأمنية قائمة ونحتاج للتعاون على صعيد الاستخبارات لمنع داعش من إعادة ترتيب نفسها، وبصراحة، وحدنا في المنطقة نستطيع أن نكون الأساسيين والرواد،  فالإرهاب لا علاقة له بالدين ولابد من خنق قدرتهم على توزيع ونشر أفكارهم وهذا ما قمنا به في عملية العقبة لتضافر الجهود والتصدي لفكر الإرهابيين، ونلغي الظروف التي تسمح لهم بالظهور من خلال حل الأزمات في المنطقة، وزاد قوله :"إذا هزمنا الإرهابيين في العراق وسوريا وليس في الصومال فسوف يكبرون هناك، وإن لم ننل منهم في شرق أفريقيًا فسوف يتنظمون هناك ولابد من أن نعمل معًا لهزم قدرتهم على نشر أيديولوجيا الإرهاب".

وفيما يتعلق بأمن الخليج قال، أن أمنه "أساسي" ليس للمنطقة بل للسلام والأمن العالمي، وفي الأردن وبلا أي شك نقف إلى جانب دول الخليج من أجل أمان بلدانهم ومواجهة المخاطر الأمنية، وعن إيران أقول أن ما من دولة عربية تريد أن تكون في نزاع مع إيران، بل وفق علاقات إقليمية قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وندعو للحوار في دعوة مفتوحة وإن لم نفعل ذلك ما هي النهاية والنتيجة وإلى أين سنصل؟ وأقول بصدق، أن الدول خارج المنطقة ستتأثر بالنزاعات ونحن في المنطقة وشعوبنا سندفع الثمن الأكبر.

لذلك، نحن نتعاون مع الشركاء في المنطقة وفي الأسرة الدولية، على أساس القيم المشتركة التي تنص على حق كل مواطن للعيش بكرامة وسلام، ولسوء الحظ أمامنا الكثير من الأزمات التي يواجهها العالم، وأسوأها هو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا يزال بلا حل على الرغم من الجهود الكثيرة التي بذلناها كلنا، ونحن نبتغي السلام ونعرف إلى أي مدى من الصعب تحقيق السلام، فلا نستطيع العيش بسلام تحت الاحتلال ولابد من الاعتراف بهذا الواقع،ولا يمكن للمستوطنات أن تكون قانونية وشرعية، والاحتلال غير شرعي وغير إنساني، كذلك تدمير المنازل وحرمان الناس من العيش بكرامة لن يؤدي إلى الأمن والسلام، وهذا هو الواقع وهذه هي نقطة الانطلاق التي ننطلق منها لتعزيز عملية السلام بطريقة تحقق السلام الذي هو حق لكل مواطن في هذا العالم.