العدد 4058
الأحد 24 نوفمبر 2019
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
الكتابة بوحي من المسؤولية
الأحد 24 نوفمبر 2019

الكتابة قبل أن تكون مهنة هي حرية، انفتاح على العالم، تحرر من القيود، الكتابة الصحافية مسؤولية عندما يدرك الكاتب أن هدفه، إنساني وحضاري ووطني، وهذا ما تعلمته، عندما بدأت مسك القلم منذ أول مقال كتبته، وهذا يفتح الباب للقول، إن حرية التعبير قبل أن تكون مكفولة بالدستور والقانون، كفلها سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، عشقه للصحافة والصحافيين، علاقته بالجرائد والكتاب، اهتمامه بما يكتبون وينشرون، علاقته الوطيدة بالمشكلات والقضايا التي تُطرح بالساحة، دفاعه ومساندته لكل من يتعرض للتضييق، ومتابعته لكل من ترفع عليه دعوى، هذا الاهتمام الذي يهبه سموه للصحافة والصحافيين هو أعظم وأقوى دعم لحرية التعبير، عن نفسي شخصياً، أدين لسموه بالكثير من رحابة القلم وحرية الطرح، وكثيرا ما يشيد سموه بما أكتب رغم أن بعض المسؤولين تزعجهم صراحتي، لكن طالما الأمر يتعلق بالوطن والمواطن، وطالما الكتابة تتعلق بالمصالح العامة وأمن واستقرار الوطن ولا تميل للتجريح والتشهير، فإن التعبير بصراحة ووضوح هو ما يشد سموه لما نكتب، لقد شعرت طوال حياتي الصحافية بالأمان والرعاية والاهتمام من سموه، لم يوجهن يوماً لموضوع أو مقال، ولم يفرض عليّ موقفا ولم يشر من قريب أو بعيد بأي تلميح لأي رأي أطرحه، أقسم أنني طوال مدة تدفق قلمي بالكتابة كنت حراً تماماً، وكان تعبيري عن هموم وقضايا الناس ينبع من علاقتي بإنسان هذا الوطن، فبقدر ما كان حب سموه وعشقه للبحرين، كنت أرى في هذا الحب واجب الكتابة بكل ما يتعلق بالوطن، فعند الأزمات والمحن، أقول ما بوجداني من حقيقة مهما أزعجت البعض لكنها بالنهاية تصب بأمن واستقرار البلاد، المصلحة العامة هي نبراس القلم، وهي منهج الكتابة.

حرية التعبير تعلمتها واتخذت منها متنفساً للكتابة، استقيت من سموه رؤيته للبحرين ومستقبلها وأمنها وازدهارها، فكان دافعي كما أغلب الزملاء والأصدقاء من الكتاب والصحافيين المنفعة الشاملة للجميع، الحرية التي نشعر بها ونحلق برحابها نستمدها من حب سموه للصحافة، وتقبل كل ما نكتب بروح أبوية ومسؤولية قيادية تجعلنا نحترم كلمتنا وألا نهبط للتجريح والتشهير، بل النقد والتعبير الموضوعي والواقعي الذي يمس المصلحة، لا الذي هدفه النفاق والتضليل والتشهير بالآخرين. انتهجت ذلك من منطلق إيماني بالكلمة ومسؤوليتها، ومن نهج سموه يرجعه الله بالسلامة، سالماً غانماً، تعلمت قول الحقيقة الناصعة، بلا تزييف ولا مبالغة ولا نفاق وتجريح، امتهنت الكتابة الصحافية بحرية ودعم أبوي، من قائد يدرك ويعي مسؤولية الصحافة ويتعاطى معها بكل حب.

يا صاحب السمو، يا روح هذا الوطن، ترجع لنا بالسلامة حماك الله، لتكون بجانبنا، داعماً ومسانداً ومحباً كما عهدناك دائماً وأبدًا رعاك الله.

 

تنويرة:

الخوف أول أسباب الفشل، والفشل يزرع الخوف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية