العدد 4059
الإثنين 25 نوفمبر 2019
banner
أميركا وإيران واللعب على المكشوف
الإثنين 25 نوفمبر 2019

ما يجري في العراق ولبنان وإيران كله شيء واحد، وكله يبين أن اللعب أصبح على المكشوف بين الولايات المتحدة وإيران، فالأولى تريد تأديب الثانية وتقليص نفوذها في المنطقة والثانية تكابر وتسعى إلى تثبيت نفوذها المهدد خصوصا في العراق ولبنان.

قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني شبه مقيم في بغداد لدعم حكومة عادل عبدالمهدي ومنع سقوطها رغم النار المشتعلة في شوارع بغداد وغيرها من مدن العراق التي ضاقت بالنفوذ الإيراني، خصوصا بعد فضيحة الجواسيس التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، وحسن نصر الله في بيروت يواصل خطبه الحنجورية وإعلان ولائه المطلق لعلي خامنئي.

لكن يبدو أن الخرق اتسع على الراقع، فلا إقامة سليماني في بغداد ستسكت مظاهرات الشعب العراقي الجبار ولا خطب نصر الله ستقنع اللبنانيين بمغادرة الشارع بعد أن صموا آذانهم أمام كل محاولات إدارة الأزمة من قبل ساسة لبنان.

صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن وثائق مخابراتية إيرانية تبين مخطط إيران للهيمنة على المنطقة وتفضح علاقتها بساسة العراق الذين يقومون بتنفيذ كل ما تريده إيران على اعتبار أنها صاحبة الفضل عليهم، وكشفت أن هؤلاء الساسة هم أداة إيران في تنفيذ مخطط تصدير الثورة إلى العراق، لكن الشعب العراقي لم يتفاجأ ولم يشعر بالصدمة لما نشرته نيويورك تايمز، لأن كل هذا وأكثر معروف بدقة ليس فقط للمحللين السياسيين وكبار الإعلاميين في العراق، لكنه معروف لكل هؤلاء المحتشدين في الشوارع الذين يصرخون “إيران بره بره.. العراق حرة حرة”.

عندما قرأت ما نشرته نيويورك تايمز عن فضيحة الجواسيس في العراق، تذكرت مضمون كتاب نشر في بداية الاحتلال الأميركي للعراق وهو كتاب الكاتب الإيراني المقيم في الغرب، والي ناصر، وهو كتاب بعنوان “نهضة الشيعة” الذي قال فيه كاتبه إن إيران قامت مع مجيء الاحتلال الأميركي إلى العراق بإدخال نصف مليون إيراني إلى العراق، حيث أعطتهم أسماء عربية لكي يتولوا مقاليد الأمور ويقوموا بتنفيذ مخطط إيراني كامل للهيمنة على كل مفاصل الدولة العراقية، لكن بعد كل هذه السنوات اشتعلت النار، ليس في بيروت وبغداد فقط، لكن في طهران نفسها، وفي توقيت واحد، ومعظم الذين أشعلوها، خصوصا في العراق شيعة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية